السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخنا هل ثبت بالأحاديث أن الميت يعلم من يكفنه ومن يصلي عليه ومن يحمله ومن يدفنه ؟؟ .

الشيخ جميل لافي .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(•) بالنسبة لحياة البرزخ التي تبتدئ من لحظة الوفاة ، هي مغيبة عنا ، ومغيبٌ عنا ما يجري فيها ، إلا ما نص عليه دليل صحيح ...
فالمسائل المتعلقة بالميت وأحواله في قبره أو لحظة وفاته ، وهل يسمع ما يدور من حديث حوله ، ونحو ذلك ، تعتبر من الغيب الذي لا يجوز الخوض فيه إلا عند وجود الدليل الصريح من الكتاب أو صحيح السنة .
فالبنسبة للأموات مثبتٌ في كتاب الله أنهم لا يسمعون إلا في بعض الخصوصيات واللحظات التي إستثناها الدليل :
(•) قال تعالى : {{ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ }} النمل 80 .
وجاءت الأدلة التي تستثني ذلك ، كخصوصية سماع كفار قريش لتقريع النبي (ﷺ) لهم بعد ثلاث أيام من وفاتهم في معركة بدر في القليب ...
وأيضاً صح أن الميت وهو محمول إلى المقبرة يقول :
(•) : {{ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إذا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ ، فاحتملَها الرجالُ على أعناقِهم ، فإن كانت صالحةً قالت : قَدِّمونِي قَدِّمونِي . وإن كانت غيرَ صالحةٍ ، قالت : يا ويلَها ! أين يَذْهَبُونَ بها ؟ يَسْمَعُ صوتَها كلُّ شيءٍ إلا الإنسانَ ، ولو سَمِعَها الإنسانُ لَصُعِقَ }} .
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1380 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] .
(•) وصح أيضاً : {{ العبدُ إذا وضعَ في قبرهِ وتَوَلَّي وذهبَ أصحابهُ، حتى إنه ليسمعُ قرعَ نِعالهِم، أتاهُ ملكانِ فأقعداهُ، فيقولان له : ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فيقول : أشهدُ أنهُ عبدُ اللهِ ورسوله، فيقال : انظر إلى مقعَدِكَ في النارِ، أبدَلكَ اللهُ بهِ مقعدًا من الجنةِ . قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فيَراهُما جميعًا، وأما الكافِرُ، أو المنافِقُ : فيقول : لا أدْري، كنتُ أقولُ ما يقولُ الناسُ . فيُقالُ : لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ، ثم يُضربُ بمِطرقَةٍ مِن حديدٍ ضربَةً بينَ أذُنَيهِ، فيصيحُ صيحةً يسمعهُ مَن يَليهِ إلا الثَّقَلَيْنِ }} .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1338 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] .
وصح أيضاً بعض الأحاديث في حضور ملك الموت وأعوانه ...
ولكن لم أقف على دليل صحيح بأن المُتوفى يعلم من يُغسله ويُكفنه ومن يُصلي عليه ....
فقد إنقطع علمه وسمعه ونظره من الدنيا منذ لحظة الوفاة ، إلا ما ستثناه الدليل كما أوردت ...
وراجعي بحثي : رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه ، وحتى دخولهِ الجنة أو النار ./ ومنها لحظة الوفاة ... المحطة الثالثة