الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه ِ
ومن إستنّ بسنته ِ إلى يوم الدين . وبعد ،
أختــــي المُسلمة
يُصورُ أعداءِ الإسلام ، الإسلام بأنهُ سلسلة من الممنوعات لا تنتهي ، وأن الإسلام دكتاتور عظيم ، وينعقُ الطابورُ الخامسُ من هذه الأمة ببوقهم في هدم هذا الدين ، وليس ذلك إلا لجهل المُسلمين بإمور دينهم ، وعقيدتهم .
وديننا أسمى وأرفعُ من كل هذه التهم ، بل أبى الله عزوجل أن يُتم كتاباً ولا ديناً إلا هذا الدين ، فقال : (... اليومَ أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً ...) المائدة 3 . ويكفي أن الله تعالى رضيهُ لنا ، افلا نرضا نحن به ؟؟ .
~~~~~~~~~~~~
** وصدق الله القائل : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن ِ تقويم ) التين 4 .
ومعنى هذه الآية مختلف عما قصدت ِ يا أختي فمعناها هو :
* أن الله عزوجل خلق الإنسان وميزهُ عن سائر المخلوقات بإستوائه ِوقيامه ، فمن المخلوقات من يمشي على بطنه ِ أو أربع أو بإنحناء في المشية ، وأيضاً بلسان ٍ مُتكلم ٍ بلغة ٍ مفهومة ، وبيدين بأصابع تستطيع أن تعمل وتكتب وتفعل أشياء كثيرة لا تستطيعها كثير من المخلوقات الأخرى ، ومُميزاً بالعقل مؤدياً للأمر ، مهدياً بالتمييز ، مديد القامة ، يتناول طعامة بيده ، فلا يوجد خلقٌ لله أفضل وأحسن تقويماً من الإنسان قادراً ، مُريداً ، سميعاً ، بصيراً ، عالماً ، مُتعلماً .
فتدبري معي هذه الآية : ** قال تعالى في سورة النور آية 45 ( واللهُ خلقَ كلَ دابة ٍ من ماءٍ ، فمنهم من يمشي على بطنه ِ ومنهم من يمشي على رجلين ِومنهم من يمشي على أربع ، يخلقُ الله ُ ما يشاء ، إنَّ اللهَ على كل ِ شيء ٍ قديرٌ ) .
* فعندما خلق الله تعالى المخلوقات خلقها من ماء ، فهي مُشتركة فيه بالخلق ، ولكن ميَّز َ الإنسان عن جميع المخلوقات بما وصفه لنا في سورة التين .
* فلا ذكر لخصوصية الوجه وجماله عن سائر المخلوقات ، فكثير من المخلوقات لها وجه يُشبه وجه الإنسان من حيث التكوين ، مثل العينين في الوجه ، والأنف ، والأذنين بالرأس والفم .
وألآية لا تتكلم عن الجمال في الوجه ، بل لا عُلاقة لها بالوجه ، وإلا بماذا تـُفسرين تفاوت الناس في جمال الوجه ، إذاً قبيح الوجه لا ينطبق عليه وصف الآية ــ في أحسن تقويم ــ فلم يقل بذلك أخدٌ من المُفسرين والعلماء الأجلاء ، فكل إنسان تشمله الآية الكريمة .
~~~~~~~~~~~
* ودليل تغطية الوجه لا آتي به من عندي ، بل من كتاب ربي عز وجل فقال تعالى :
( يا أيها النبيُ قل لأزواجكَ وبناتكَ ونسآءِ المؤمنين يُدنينَ عليهنَّ من جلابيبهن ، ذلك أدنى أن يُعرفنَ فلا يُؤذين ، وكان اللهُ غفوراً رحيماً ) الأحزاب 59 .
ومعنى هذه الآية بإختصارٍشديد ٍ :أنَ الله جل عُلاه يأمرُ نبيه بأن يأمرَ أزواجه ِ ، وبناته ِ ، فقط ؟؟
بل ونساء المؤمنين بالجلباب أولاً ، ثم بتغطية الجسد كاملاً بالجلباب الشرعي الذي لا يصف ولا يشّف ويكون فضفاضاً وسابغاً ، وكل هذا في ( جلابيبهن) والجملة التي بعدها
( ذلك أدنى أن يُعرفنَ فلا يُؤذين ) توضح المُراد ، وهو كي لا تـُعرف المرأة من غيرها بهذا الوصف ، وميزَ الله عزوجل الحُرة في الإسلام بهذا الشكل عن العبدة والأمة حتى لا تـُؤذى من أعين الناظرين والعابثين لأنها حُرة .
** وأسألُ سؤالاً مُهماً : وكيف تـُميز المرأة عن أ ُختها من النساء ؟؟؟
أليسَ بالوجه ، فالوجه هو الذي يُعرفُ الناس به ِ ، والذي يُغطي وجهه فهل يُعرف ؟؟؟ وهذا هو مُراد الآية الكريمة ، وهذا دليل على وجوب النقاب من كتاب الله .
** ومن السُنة والأثر : قول عائشة (رضي الله عنها) عندما نزلت هذه الآية قالت ،
( رحم اللهُ نساء الأنصار شققن مروطهن وغطينَ بها رؤوسهن وجيوبهن أي الصدر والنحر، وكانت المرأة لا تـُعرف أهي مُقبلة أم مُدبرة ) ، فالتي لا تــُعرف أهي مُقبلة أم مُدبرة ، هل يُرى وجهها ؟؟؟؟ .
* ثمَ التي تردُ هذه الآية ولا تعمل بها لا يشملها نعت المؤمنين والمؤمنات لأن الله تعالى قال ( ونساء المؤمنين ) إذاً هي غيرمؤمنة لأن الأمر لم يعنيها ، فلو كانت من المؤمنين لعناها وخاطبها !!!! .
* ودليلٌ آخر : يُكره تغطية الوجه في الصلاة وفي الطواف حول الكعبة لأنه صلاة ، ولكن تـُغطي المرأة وجهها وتـُسدلُ عليه غطاء الوجه إذا مر بجانبها رجال ، وهذا ما قالته عائشة (رضي الله عنها) في حجها وطوافها حول الكعبة مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت : (أى كنا نطوف بالبيت فإذا مرَّ بنا الركبان (الرجال) نـُغطي وجوهنا حتى يمروا ).
وعن الإمام مالك عن نافع عن عبدالله بن عمر(رضي الله عنهما) قال : لا تنتقب المرأة المُحرمة ولا تلبس القُفازين .
ومن هذا الحديث نستشف أن المرأة كانت تنتقب وتلبس القفازين في غير هذا الموضع .......
السبت، 28 أبريل 2018
أهمية النقاب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق