صفحة الشيخ جميل لافي الرسمية
بسم الله الرحمن الرحيم
حُكم الأحتفال والتهنئة بعيد المولد النبوي :
إخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي الأفاضل :
لا يوجد عالم من أهل السُنة والجماعة ، يُبيح الإحتفال بالمولد النبوي .
الإحتفال بالمولد النبوي بدعة في الدين ، ومن المُحدثات والمُبتدعات ، فلا يجوز الإحتفال به ، ولا التهنئة به .
وقد سبق الكلام عليه في بحثي : ( فالنتاين ) و ( حكم ألإحتفال بأعياد النصارى)
وأول من إبتدع هذا العيد هُم الفاطميين في مصر بقيادة المُعز لدين الله الفاطمي الشيعي ، وهو أول من شرع هذا العيد المُبتدع ، فقبلته منه الناس واستحسنته ، وبعدها ألحق بالآذان ( وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبهِ وسلم ) وهي أيضاً بدعة في الآذان وفي الدين ، فالأذان عبادة توقيفية 19 كلمة ، والكلمة هنا تعني جملة ، والإقامة 17 كلمة ، فلا يجوز الزيادة فيها ولا النقصان وهي بوحي من الله ، أريها عمر بن الخطاب وعبد الله بن زيد (رضي الله عنهم) في المنام ،فأخبروا بها النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : علموها بلال ، فشرع بها الأذان من يومها ، فقبلها الناس أيضاً ، وبعدها أمر المؤذنين أن يقولوا في الأذان : ( المُعز هو الله ) قاتلهُ الله ، إلى أن جاء صلاح الدين الأيوبي (رحمه الله) وهدم ملكه وأطاح به .
إخوتي في الله ،
والله لو كان خيراً لسبقونا إليه الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، ومقررٌ أن البدع لا تكون إلا في الدين ، والأعياد من الدين ، لقولهِ (صلى الله عليه وسلم) : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) صحيح البخاري .
وقال عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) : ( اتبعوا ولا تبتدعوا ، فقد كُفيتُم ) أي بهدي النبي (صلى الله عليه وسلم) .
ثم ، لا يثبت اليوم الذي وُلد بهِ النبي (صلى الله عليه وسلم) وفيه إختلاف أهو 12 أو 13 أو 14 ربيع الأول ، وهذا مذكور في كتب السير ، وعند المؤرخين .
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال ، قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ) غاية المرام وصححه الألباني .
وعن عطاء بن يسار قال ، قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) مشكاة المصابيح وصححه الألباني .
وهذا من شاكلة الإحتفال بالمولد ، لأن البدع تـُؤدي بأصحابها إلى الغلو في تعظيم النبي ومولدهِ وقبرهِ كما حصل مع الشيعة في الغلو بعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فألهوه وكذلك أئمتهم الإثنى عشر .
فأول شرك وقع في الأرض عندما عظم قوم نوح (عليه السلام) قبل أن يبعثه الله تعالى إليهم ، بأنهم عبدوا تماثيل الصالحين الذين أفضوا إلى ربهم ( وداً ، وسواعاً ، ويغوث ، ويعوق ، ونسراً ) ، فوسوس لهم الشيطان بأن يعملوا لهم تماثيل حتى لا ينسوهم ، وما أمرهم في بادئ الأمر بعبادتهم ، فاستحسنوا ذلك ، وبعد أن فعلوا ما أمرهم الشيطان بهِ ، جاء من بعدهم جيل الأبناء والأحفاد ، فوسس لهم الشيطان بعبادتهم فعبدوهم .
وكذلك الذين اتخذوا قبور أنبيائهم وأوليائم مساجد ، ومن ثم طافوا بها وعبدوها من دون الله ، فالبدع مآلهُا إلى الشرك والعياذ بالله .
وإذا أردنا أن نحتفل بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فبتطبيق سُنتهِ والإمتثال لأوامرهِ ، والإنتهاء عما نهى عنه ، فهذا هو الإتباع ، لا الإبتداع بهذه البدع .
وهل تأتي البدع إلا من الإستحسان ، فمن إستحسن فقد شرّع ، والتشريع والتقنين لا يكون إلا لله الأحد الصمد .
فهذا ما أدين الله بهِ ، وأستغفر الله .
الشيخ جميل لافي
15 / 2 / 2011 .
------------------------
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻤﻴﻞ ﻻﻓﻲ |
ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
(•) ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻟﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ، ﻭﺑﺎﻃﻞ ﻭﻣﻦ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻭﺃﺛﻢ ، ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻳُﻠﺤﻖ ﻭﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﺣﻠﻮﻳﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻛﻠﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻉ
(•) .... ﻓﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ﻓﻲ ﺑﺪﻋﺘﻪ ، ﻭﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻊ ﻣﻮﺍﺩ ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ، ﻓﻬﻮ ﺷﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻭﺍﻹﺛﻢ ....
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻋﻠﻢ
الأحد، 3 مايو 2020
حكم الإحتفال بالمولد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق