*سائله تقول↓↓*
السلام عليكم شيخنا الفاضل
من أسباب تفرج الهم
وفي دعاء اللهم اني اعوذ بك من الهم والغم والحزن الثلاث الكلمات هذي وش الفرق بينهم
وجزاك الله خير
*إجابة الشيخ/جميل لافي...↓↓*
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جائت عدة احاديث في الدعاء لازالة الهم والغم والحزن :
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابنُ أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي ، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه ، و أبدلَه مكانَه فرجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها ؟ فقال بلى ، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها )) .
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 199 | خلاصة حكم المحدث : صحيح .
التخريج : أخرجه أحمد (3712) واللفظ له، وابن حبان (972)، والطبراني (10/210) (10352) باختلاف يسير.
الدُّعاءُ هو العِبادةُ، وهو يُعبِّرُ عن امتلاءِ قَلْبِ المؤمنِ بالثِّقةِ في اللهِ سُبحانه، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الأوقاتَ المفضَّلةَ في الدُّعاءِ، كما علَّمَنا كيفيَّةَ الدُّعاءِ بجوامعِ الكلِمِ وبصِيَغٍ مخصوصةٍ في أوقاتٍ معيَّنةٍ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "ما أصاب أحدًا"، أي: حلَّ به ونزَلَ عليه، "قطُّ"، أي: أبدًا، "هَمٌّ ولا حَزَنٌ، فقال: اللَّهُمَّ"، أي: نادى ربَّه قائلًا: يا اللهُ، "إنِّي عبْدُك، وابنُ عبْدِك، وابنُ أَمَتِك" أيْ: ابنُ جارِيَتِكَ، وهذا كلُّه اعتِرافٌ بالعُبوديَّةِ للهِ، "ناصِيَتي بيَدِك"، أي: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا بكَ، وهو مُقتبَسٌ مِن قولِه تَعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود: 56]، "ماضٍ فيَّ"، أي: ثابِتٌ ونافِذٌ في حَقِّي، "حُكْمُك"، أي: حُكْمُك الأمْريُّ، أو الكونيُّ؛ كإهْلاكٍ وإحياءٍ، ومَنْعٍ وعَطاءٍ، "عدْلٌ فيَّ قضاؤُك"، أي: ما قَدَّرْتَهُ عليَّ؛ لأنَّك تصرَّفْتَ في مُلْكِكَ على وَفْقِ حِكْمتِكَ، "أسأَلُك بكلِّ اسمٍ هو لك"، أي: أدْعوك وأطلُبُ منك بكلِّ أسمائِك، "سمَّيْتَ به نفْسَك"، أي: ذاتَكَ، وهو مُجْمَلٌ، وما بعدَهُ تَفصِيلٌ له على سبِيلِ التَّنويعِ الخاصِّ، والمعنى: أنَّك يا ربِّي وضَعْتَ ألفاظًا مخصوصةً، وسمَّيْتَ بها نفْسَك، "أو علَّمْتَه أحدًا مِن خلْقِك"، أي: مِن الرُّسلِ، أو الملائكةِ، أو الأولياءِ، ومِن خُلاصَتِهِم، "أو أنزَلْتَه في كتابِك"، أي: في أيِّ كتابٍ مِن الكُتبِ المنزَّلةِ على الرُّسلِ، "أو استأثرْتَ به في عِلْمِ الغيبِ عندَك"، أي: انفردْتَ بعِلْمِه، وهذا محمولٌ على أنَّه انفرَدَ به بنفْسِه، ولا ألْهَمَه أحدًا ولا أنزَلَه في كتابٍ، "أنْ تَجعَلَ القرآنَ ربيعَ قَلْبي" فكما أنَّ الرَّبيعَ زمانٌ فيه إظهارُ آثارِ رحمةِ اللهِ تعالى، وإحياءِ الأرضِ بعدَ موتِها، فكذلك القرآنُ يَظهَرُ منه تَباشيرُ لُطْفِ اللهِ؛ مِن الإيمانِ والمعارفِ، وتزولُ به ظُلماتُ الكفْرِ والجَهالةِ والهُمومِ، "ونُورَ صَدْري"، أي: نورَ قَلْبي، فيَستضيءُ بنُورِ كلامِ اللهِ، فيَنشرِحُ صَدْري، "وجَلاءَ حُزْني، وذَهابَ هَمِّي"، أي: إزالَتَه وانكشافَ ما يُحزِنُني ويُصِيبني بالْهَمِّ، "إلَّا أذهَبَ اللهُ هَمَّه وحُزْنَه، وأبدَلَه مكانَه فرَجًا"، وهذه نتيجةٌ للدُّعاءِ السَّابقِ واستجابةٌ مِن اللهِ لعَبْدِه، قال ابنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "فقِيل: يا رسولَ اللهِ، ألَا نَتعلَّمُها؟ فقال: بَلى، يَنْبغي لمَن سمِعَها أنْ يَتعلَّمَها"، أي: يتوجَّبُ أنْ يتعلَّمَها كلُّ مَن سمِعَها؛ لِعِظَمِ ما في هذه الكلماتِ والدَّعواتِ، وكلُّ إنسانٍ مُحتاجٌ إليها.
وفي الحديثِ: أنَّ الأسماءَ الحُسنى غيرُ مَحصورةٍ في عددٍ مُعيَّنٍ، بلْ منها ما لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ.
وفيه: بيانُ أهمِّيَّةِ الدُّعاءِ والتَّوسُّلِ إلى اللهِ في إزالةِ الكُرباتِ .
- (( ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ )) .
الراوي : أبو هريرة.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 5641.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .
- (( ما مِن مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بها عنْه، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشاكُها )) .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5640 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .
التخريج : أخرجه البخاري (5640) واللفظ له، ومسلم (2572) .
- في هذا الحديثِ تَسليةٌ للمؤمنِ فيما يُصِيبُهُ من مصائبِ الدُّنيا ومن الأمراض؛ فكلُّ ما يُصيبُ المؤمنَ خيرٌ له؛ يقولُ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما مِن مُصيبةٍ))، وتنكيرُ كلمة (مصيبة) يُفيد العمومَ والشُّمول؛ أيْ: أيُّ مصيبةٍ، كبيرةً كانتْ أو صغيرة، أيًّا كان قدرُها؛ تُصيب المسلمَ إلَّا كانتْ تكفيرًا لذُنوبِه، وفي حديث آخَرَ تفصيلُ هذه الأشياءِ التي تصيبُه، سواءٌ كان تعبًا أو همًّا أو غمًّا أو حزنًا، فما من مصيبةٍ تُصيب العبدَ المؤمن إلَّا ويَرفَع اللهُ بها درجتَه، ويحطُّ عنه خَطاياه ويُطهِّرُه بها مِن ذُنوبه ومعاصِيه، حتى لو كانتْ هذه المصيبةُ شوكةً تُصيب العبدَ.
- أما الفرق بينهم فيما يلي :
- ما هو تعريف الحزن ؟؟
الحزن هو احد المشاعر الإنسانية، و هو شعور يصيب الإنسان بعد حدوث أمر غير سار له، كقول يعقوب عليه السلام حين فقد ولديه يوسف الصديق و أخوه بنيامين: “إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُون”، فهو هنا حزين لما لحق به من أمور لا تسعده، و تسبب له غصة في قلبه، فهو يشكو إلى ربه من حزنه على ولديه.
- ما هو تعريف الهم ؟؟
الهم و جمعه الهموم هو الانشغال بالتفكير في الأمور التي قد تحدث بشكل غير سار، كأن تفكر مثلا أنك ستفقد عملك، أو أنك ستفقد شيئا يهمك أو شخصا عزيزا عليك، و كلما زاد تفكيرك بالامر زاد همك، رغم انه لم يحدث شيء بعد.
- ما هو تعريف الغم ؟؟
الغم هو أن تشهد أمرا يضايقك أو يثير قلقك فيصيبك الغم، كأن تشهد مثلا ظهور نتيجة امتحانك النهائي و تجد درجاتك سيئة فيضايقك ذلك و تغتم بسبب هذا الامر الذي يحدث لك، و قد قال الله تعالى في اهل أحد: “ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ”، فقد رفع الله عنهم الغم بفضل منهم.
الفرق بين كل من الهم و الحزن و الغم
من الشرح السابق نفهم إذن أن الحزن يكون على أمور قد حدثت بالفعل و هو شعور إنساني بحت و هو أيضا من فطرة الإنسان الذي خلقه الله يفرح و يحزن، أما الهم يكون بسبب امور لم تحدث بعد و قد تحدث أو لا تحدث في المستقبل، فإن الغم إن هو مشكلة في العقل و التفكير، و الغم يكون بسبب شيء يحدث لك في الوقت الحاضر و الغم أيضا شعور إنساني يشبه الحزن بفارق أن الحزن قد يستمر لفترة طويلة بينما الغم يكون وقتيا فقط حين يحدث امر سيء .
والله أعلم .
*~إدمن…(🌼)~*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق