بسم الله الرحمن الرحيم
صفة لباس الرجل والمرأة في الإسلام
من صفة لباس النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابة والصحابيــــــــــــات
الجزء الأول 1
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المُـتقين , محمداً وعلى آله وصحبه , ومن سار على
نهجهِ وهديهِ إلى يوم الدين , وأشهد ان لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له , وأشهدُ أنَ مُحمداً عبدهُ ورُسوله ,
وخاتمَ انبياءهِ ورسلهِ .
أما بعد ،
إختلفَ الناسُ في زمننا هذا على ملابس الرجال والنساء أهيَ من الشرع ِ والدين ، أم هيَ حُرية شخصية ؟؟
أم ليس للشرع والدين دخلٌ بذلك ؟؟ بل ذهبَ كثيرٌ من الناس ِ على أنَّ اللباس ليس من الدين ، وللمسلم أن
يلبس ما يشاء وكيفما شاء ، وقد صدّقَ إبليسُ ظنهُ عليهم ، وزين لهم أن المُسلم لو طبقَ أركان الإسلام
فهو بذلك مُلتزم ، بل وعلى السُنة الصحيحة ، ومنهم من لبّسَ عليهم ، إذا لبس لبسة الكُفار ولبس
الطاقية البيضاء التي تـُلبس تحت الغـُطرة فهو على السُنة ، وكذلك َ المرأة إذا لبست بنطال وقميص
( محزّق) ولبست إشارب فهي كخديجة وعائشة وفاطمة (رضي الله عنهن) ، ولو اطلقوا لأنفسهم العنان ،
كما فعل النصارى حيث قالوا : ( دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر ) ،وهذه هيَ العلمانية ، ومن المُفارقات
أن نرى موظفة في دائرة او شركة تخرج كاسية عارية وتضع ملابس الصلاة في حقيبتها ، فإذا حضر
وقت الصلاة ، أخرجت ملابس الصلاة ولبستها وصلت بين زملائها ، ورجل خرج من صفقة ِربا مُلوثة من
بنك ما ، وتحضرهُ الصلاة فيذهب للمسجد ويُصلي ، أليست هذه هي العلمانية ؟؟ بل ذهب عدد ٌ من
حملة ِ شهادة الدكتوراة في الشريعة والفقه إلى أبعد من ذلك ، بفتواهم بأنَ المرأة حُرة ٌ بلباسها ، وأنَ
الجلباب غيرُ مفروضٍ عليهن لا في الكتاب ولا في السُنة !! ومنهم من قال إذا سترت المرأة صدرها
وعورتها المُغلظة جاز لها ذلك !! وقال آخر إذا لبست المرأة (باروكة)فهي بمثابةِ غطاء ٍ للرأس !!
وقالت دكتورة بجامعة الزيتونة في تونس ـ وهي المُدرسة للفقهِ وعلوم القرآن وتفسيره ـ في مُقابلة
على إحدى الفضائيات : للمرأة حُرية اللباس ولم يُلزمها الإسلام بشيء مُعين من جلباب وخمار ونقاب
( طبعاً وهي مُتكشفة ومُتبرجة ) !! ومُحاضر أخر يقول النقاب بدعةفارسية تـُركية صهيونية إبتدعوهُ
ليحجروا على المرأة !! وآخر يقول : لا نـُريدُ هذا التخلف والتشدد في اللباس للرجل والمرأة ، وأننا
لا نـُريدُ أن نعودَ إلى الوراء ، فلنـُجاري ونـُواكب الحضارة والعصر والعولمة !! وآخر يقول لن نصل
بالدعوة إلى قلوب الشباب والشابات إلا إذا لبسنا مثلهم !!
فيا حضرة الداعية المُـثقف المُحترم ، الشباب اليوم يلبسون الخصرالساحل من البنطال ، ويضعون
الـُحلقان في آذانهم ومنهم من يتبرج بزينة النساء ، فهيا تشبه بهم والبس مثلهُم لتصلَ إليهم ،
فما أجُملكَ من داعيةإذا فعلت !!! وآخر يقول إئتني بالأدلة على أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم)
كانَ يلبس كما يلبس المشايخ اليوم ، وسألتزم باللباس الذين تدّعونَ أنهُ السُـنـّة ، فأوردتُ لهُ
الأحاديثَ الصحيحة وسأتي على ذكرها لاحقاً ،ولكن هو العناد (والجدل للجدل) !!
وذلك للتغطية على تقصيره ِ !! قال تعالى :
( ولقد صرفنا في هذا القرآن ِ للناس ِ من كل ِ مثل ، وكانَ الإنسانُ أكثرَ شيء ٍ جدلاً ) الكهف 54 .
وقال (صلى الله عليه وسلم) : ( ما ضلَ قومٌ بعدَ هُدى كانوا عليه ِ إلا أوتوا الجدلْ )
رواه أحمد والترمذي وغيرهما .
* ليسَ عيباً أن يقولَ المُسلمُ أنني مُقصرٌ في تطبيقي للسُنن ، ولكن العيبُ والخطأ أن أتهمَ المُلتزمينَ
بالتطرف ِ والجهل ِ والتخلف ِ ، وأن أسخرَ منـُهم ، أليسَ لكل ِ مهنة ٍ لباس ٍ مُعينٍ بما يُسمى
( يوني فورم) ؟؟ كالطيار، والمُضيف ، والعسكري والبحار، والطبيب .... وغيرهم ؟؟
أليسَ للقساوسة والراهبات والحاخامات والبوذيين لباسٌ يُميزهم عن سائر الناس ؟؟ ألا تلبس الراهبات
لباس يُغطي جميع الجسد والرأس ؟؟ أيهنَّ أغلى ُهنَّ أم المُسلمات يا دُعاة التحضر والتنصل من
عراقتنا الإسلامية ؟؟ لماذا لا يكونُ لنا لباسٌ خاصٌ بنا كمسلمين يُميزناعن غيرنا من الأمم ونتفاخرُ به ِ؟؟
ألا يفتخر الِسيخ الهندي ، والبوذي الصيني ، والياباني ، والكوري ،
والأسكتلندي ، والأيرلندي بلابسهم التقليدي والذي يرمز في الغالب إلى التدين ؟؟؟
(وحتى اليهودي يفتخر بطاقيته وبلابسه ) لماذا لا يُنكرُ العالمُ أجمع والمُسلمين على هؤلاء القوم ،
بل إذا رأينا أحداً منهم سارعنا لأخذ الصور التذكارية معه ؟؟؟ وكيفَ نتشبهُ بالكفار وبلباسهم وقد نهانا
النبيّ (صلى الله عليه وسلم) أن نتشبه بالكفار ِعامة ً ، وأن يكون لنا هوية وشكل خاص بنا ، فقال :
( من تشبهَ بقوم ٍ فهوَ منهم )أخرجه أحمد وأبو داود . (ويُحُشرَ معهم يومَ القيامة )،
فتارة ً نتشبهُ بالغرب وتارةً نتشبهُ بالشرق ، وما هذا إلا لنقص ٍ في عقيدتنا ولبعدنا عن ديننا ، فلو أحببنا
ديننا ونبينا وصحابته ِلتشبهنا بهم وبلباسهم ولتتبعنا أدق التفاصيل عن سيرتهم ، ألا يوجد من أبناء ِ
المُسلمينَ من يُحبُ لاعب كورة أجنبي أو مُغني فاسق ، فتجدهُ يقلدهُ باللباس والشكل والأكل والحَلـّقة والمِشية ،
وتجدهُ يضع ُصورهُ في بيته ِ وعلى قمصانه ِ وعلى هاتفه النقال ،أهؤلاء ِ أهدى أم خيرُ من مشى على
وجه ِ الأرض ، وسيدُ الخلق ِ أجمعين محمدٌ (صلى الله عليه وسلم) وصحبه ِ؟؟
والغريب العجيب : أن هناك هجمة شرسة من أبناء ِ ِديننا وممن ينتسبونَ لهذا الدين على المشايخ ،
وعلى اللحى ، وعلى لباس السُنـّّة القصير للرجال ، واللباس الطويل للنساء ، فإذا كان الإنسانُ مُقصراً
بإلتزامه ِ،يريدُ كلَ من حولهُ مثلهُ .
* سمعتُ مُقابلة مع أحد دكاترة الشريعة على إذاعة تـُسمى (دينية) وهو مدير محطة فضائية (دينية)
سابقة ، ومدير محطة فضائية (دينية) جديدة ومن بلاد ِ مهد الإسلام يقول : ( اللباس ليس من الدين وأنَّ
لباس النبي (صلى الله عليه وسلم) ليس كلباس المشايخ وأهلَ السعودية اليوم ، وإنما هوَ يشبهُ لباسِ الأفغان
اليوم ، ـ وقد تنصل من لباس قومه ِ وخرج من جلده ِ كالثعبان ، وهو حانق وغاضب على هذا الزي ـ
يقول : لقد ذهبت لألقي مُحاضرة في مسجد في إحدى الولايات الأمريكية ، فعاتبوه المُصلينَ على لبسه ِ
( البدلة والجرافة )وقالوا له : أنه لا فرق بينكَ وبين رئيس أمريكا(بوش) ورفضوا أن يستمعوا له ،
والغريب أن المُذيعَ أ ُعجبَ بأفكاره ِ وبفتواه ( المُديرن ) هذه ، وأثنى عليه ِ ، وِلمَ لا ؟؟ ، وقد أعطاهُ مُبرراً
لما يلبس هو الأخر !! .
* ودكتور شريعة آخر يتسائل ويستغرب ، لماذا عندما أُصلي في أي مسجد تغيبَ عنهُ إمامُهُ فلا يقدموهُ
الناسُ للإمامة وهو الدكتور الفقيه ؟؟ وعادة ً الناسُ تقدمُ للإمامة من يلبس لباس السُنّة ومُلتحي ، وحتى لو
كان أمّـياً ؟؟ .
* أقولُ لهُ ولأمثاله ِ : لماذا لا تكتب على البدلة أو على الجرافة التي تلبسها بأنكَ فقيه ودكتور ليقدموك
الناسُ للإمامة ؟؟ .
وأقولُ لكَ كما قال الشاعـــر :
تعصـــي الإلهَ وأنــتَ تـُظهرُ حُبــــهُ ............................ هــذا مُـــحالٌ في القيــاس ِ بديـــــعُ
لو كـــــان حُبـكَ صـادقـاً لأطعتـــهُ .............................. إنَّ المُحـــــبَ لمــــن يُـــــحبُ مُطيعُ
فـــي كل ِيوم ٍ يبتديـــكَ بنعمـة ٍمنــهُ ............................ وأنـــتَ لشــــكر ِ ذلكَ مُـضيـــــــــعُ
~~~~~~~~~~~~~~~~
* حقاً لو كانَ حُبُ هؤلاء ِ الدعاة ِ المُزيفين وأمثالهم للنبي (صلى الله عليه وسلم) لتشبهوا به ِ ولأطاعوة
بالشكل والفعل وكلَ شيء ، وحتى بأدق التفاصيل ، كما فعل عبدالله بن عمر(رضي الله عنهما) بعد وفاة
النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقتفي أثرهُ بناقته ِ في شوارع المدينة ِ ، فسُئلَ عن ذلكَ فقال : لعلَ
خُـف ٍ يقعُ على خُـف ٍ ، أو قدم ٍ يقعُ على قدم ، أنظر إلى هذا الحُـب والوفاء والإتباع ، لا عجبَ أنهم
إفتدوهُ بأراوحهم وأموالهم ، وبكل ِ غال ٍ ونفيس ٍ .
* * * * * * * * * *
* والعجيب الغريب ، أنَّ شبابنا هذه الأيام ارتدوا السروال القصير لأنصاف الساقين ليسَ إقتداءً بالسُنة
المُطهره ، ولكن إقتداءً لسُنة ِ الغرب الكافر وتقليعاته ولأنهُ أصبحَ موديلاً هذه الأيام ، فما قبلوها من محمد
(صلى الله عليه وسلم)، ولكن قبلوها من أعداءه ِ، وممن يشتمونهُ ويستهزئونَ به ِ، أليسَ ذلكَ بأمر ٍ مرير ؟؟ .
********************************
* ساوضح وسأقتفي أثرَ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) بلباسه ِ، وشكله ِالشريف ، ولباس الصحابة
والصحابيات من الكتاب ِ والسُنة ِ وبالأحاديث الصحيحة إن شاء الله تعالى ، لأردَ على من يتنكر لسنتنا ،
ويهاجم لِباسنا ولِحانا ، ولِباس نسائِـنا :
** أولاً : في لباس الرجال والعمامة :
1 ــ عن أم ِ سلمة (رضي الله عنها) قالت : ( كانَ أحبُ الثياب ِ إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القميص)
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن . والقميص : كالقميص العادي ولكن طولهُ إلى ما تحت الركبة ،
كقميص الأفغان والباكستان اليوم ، وهم أخذوه عنهُ وتركناهُ نحن .
2 ــ وعن أسماء بنت زيد الأنصاري (رضي الله عنها) قالت : ( كانَ كُمالنبيّ (صلى الله عليه وسلم) إلى الرسغ )
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن .
3 ــ وعن أنس ٍ (رضي الله عنه) قال : ( كانَ أحبُ الثياب إلى النبي(صلى الله عليه وسلم) أن يلبسها الحِبَرة )
متفق عليه .
والحِبَرة : من البرود ِ ما كانَ موشياً أيّ مُخططاً .
4 ــ وقالت عائشة (رضي الله عنها) : ( خرجَ النبي (صلى الله عليه وسلم) ذاتَ غداة ٍ وعليه ِ مِرط ٌ مُرحلٌ
من شعر ٍ أسود ) أخرجهُ مسلم .
والمرط : كِساءٌ من خز ٍ وصوف ٍ . ومُرحل ٌ : من برود اليمن . وهذا من باب التواضع في اللباس مع القدرة .
5 ــ وعن المُغيرة ُ بن شـُعبة (رضي الله عنه) : ( أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) لبسَ جُـبة ً رومية ً
ضيقة الكُمين ) متفق عليه .
فهل قلدَ أصحابُ العُبيّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بوضع اليدين في الكُمين ، وليس بوضعها على
الكتفين أو على أحدهما ، فما فعلوه إلا كِبراً وتفاخراً وعُلواً .
6 ــ وعن أبي بُردة (رضي الله عنه) قال : ( أخرجت إلينا عائشة (رضي الله عنها) كِساءً مُلبداً وإزاراً
غليظاً ، فقالت : قـُُبضَ رسول اللهِ (صلى الله عليه وسلم) في هذين )متفق عليه .
والكساء : ما يسترُ أعلى البدن كالرداء ، والإزار : ما يسترُ من وسط الجسم إلى أسفله ِ ( سروال أو بنطال ) .
7 ــ وعن إبن عباس (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : ( إلبسو من ثيابكم
البياض فإنها من خير ِ ثيابكم ، وكفنوا فيها موتاكم ) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن .
8 ــ وعن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال : ( كان رسول اللهِ(صلى الله عليه وسلم) مربوعاً ولقد ولقد
رأيتهُ في حُلة ٍ حمراء ما رأيتُ قط أحسنَ منه ) متفق عليه .
و الحُلة ٍ الحمراء : كان بها تقليم أسود وليس أحمر صرف ، فالأحمر الصرف منهيٌ عنه .
9 ــ وعن أبي جُحيفة وهب بن عبدالله (رضي الله عنه) قال : ( رأيتُ النبي (صلى الله عليه وسلم) بمكة
وهو بالأبطح في قـُبة ٍ حمراء كأني أنظرُ إلى بياض ِ ساقيه ِ ....) متفق عليه .
10 ــ وعن أبي رمثة رفاعة التميمي (رضي الله عنه) قال : ( رأيتُ النبي (صلى الله عليه وسلم) وعليه ِ
ثوبان أخضران ) رواه أبو داود والترمذي وقال بإسناد صحيح .
11 ــ وعن جابر بن عبدالله (رضي الله عنه) قال : ( أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) دخلَ يومَ فتح
مكة وعليه ِ عِمامة سوداء ) رواه مسلم .
* وفي رواية : وعليه ِ عِمامة سوداء قد أرخى طرفيها بينَ كتفيه ِ .
12 ــ وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت : ( كُفنَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ثلاثة أثوابٍ
بيضٍ سُحولية ( تـُنسب إلى اليمن ) من كُرسف ٍ ( القطن) ليس فيها قميص ولا عِمامة ) متفق عليه .
13 ــ وعن أبي سعيد الخـُدريّ (رضي الله عنه) قال : (سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول :
( إزرة ُ المؤمن على أنصاف ِ ساقيه ِ ، لا جُناحَ عليه ِ فيما بينه وبين الكعبين ، ما أسفلُ من ذلكَ ففي النار ،
وقال ذلك ثلاث مرات ، ولا ينظر اللهُ يوم القيامة ِ إلى من جرَّ إزارهُ بطراً ) أخرجهُ مالك وأحمد وأبو داود
والنسائي وابن ماجة وذكرهُ المنذري بإسناد ٍ صحيح .
14 ــ وعن سالم عن أبيه ِ (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : ( الإسبال في الإزار
والقميص والعِمامة ، من جرَّ منها شيئاً خُيلاء لم ينظر الله إليه ِ يومَ القيامة ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة.
* والذي لا ينظرُ اللهُ إليه ِ يومَ القيامة أينَ يكون ؟؟
والإسبالُ : مُفصلاً ، في السروال ، والبنطال ، والعِمامة المُذنبة التي لها ذيلٌ من الخلف .
والسدلُ : يكون في الدشداشة والقميص والثوب والعباءة والجُبة .
15 ــ وعن أبي كبشة (رضي الله عنه) قال : ( كانت كِمامُ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بُطحـاً )
أخرجهُ الترمذي . والـ كِمام : جمع كُمّة وهي القلنسوة المدورة ، سُميت بها لأنها تـُغطي الرأس ،
وبُطحـاً : أي مبسوطة على رؤوسهم . وهي : ( كالطاقية والغـُطرة عليها مبسوطة ) .
16 ــ وعن عبدالرحمن بن عوف (رضي الله عنه) أنه قال : ( عَمََّمَني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فسدلها بين يديّ ومن خلفي ) أخرجهُ لأبو داود في السُنن .
* وهذا أقوى وصف للعِمامة وهي ( كالطاقية والغـُطرة عليها مبسوطة ) .
* ولأربعين أو خمسين عاماً مضت لم يكن أحدٌ يخرج من بيته ِ حاسرَ الرأس من الرجال ، وحتى الشباب الصغار .
17 ــ وعن أبي ذرّ الغِفاري (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : ( ثلاثة ٌ لا يُكلمهم اللهُ
يومَ القيامة ِ ولا ينظرُ إليهم ولا يُزكيهم ، ولهم عذابٌ عظيم ، قالها ثلاث مرات ، فقال أبو ذرّ : خابوا وخسروا
من هُم يا رسول الله ؟؟ قال : ( المُسبل والمنان والمُنفق سِلعتهُ بالحلف الكاذب ) رواه مسلم .
* إسمع يا أخي في الله ، هذه أربع عقوبات عظيمة يوم القيامة لثلاث أصناف من المُسلمين ، ولإمور نحسُبها هينة ،
وهي عند الله عظيمة لعظم العقوبة ، وبعد سماعكَ لهذا الحديث ، هل ترضى أن تكونَ منهم يا منّ آمنت بربك ؟؟
فهل تقبل أن تكونَ تحت الوعيد الشديد من أجل ِ إسبال ِ بنطال ٍ أو سروال ٍ أو إزار ٍ أو عِمامة ٍ؟؟
18 ــ وعن عبدالله بن عُمر(رضي الله عنهما) أن رجلاً قال : يا رسول الله ما يلبس المُحْرِمُ من الثياب ؟؟
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( لا تلبسوا القـُمصَ ولا العمائمَ ، ولا السراويلات ، ولا البرانس ،
ولا الخِفاف ، إلا أحدٌ لا يجدُ النعلين فليلبس خُفين وليقطعهما أسفلَ من الكعبين ، ولا تلبسوا من الثياب شيئاً مسهُ الزعفران ولا الورَسْ )البخاري في الفتح . وهذا دليلٌ على أنَّ ما منعهُ النبي (صلى الله عليه وسلم) في حال
الإحرام ، هوَ ما يُلبس في حال الحِلّْ .
19 ــ وقالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( ما أسفلَ من الكعبين من الإزار ِ ففي النار ِ ) رواه البخاري .
والكعبين : الرمانتين أو العظمين الناتئين من أعلى القدم والكعب .
20 ــ ( نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن السدل ِ في الصلاة ، وأن يُغطي الرجلُ فاهُ ) رواهُ الأربعة
وصححه الحاكم . قال الخطابي : السدلُ : إرسال الثوب حتى يُصيبُ الأرض ، وبمعنى أرخاه ، والسدلُ يكونُ في
الثوب ِ وما شابههُ ، والإسبالُ في الإزار ِ والقميص ِ والعِمامة .
21 ــ وفي الحديث ِ الذي ذكرهُ الإمامُ النووي (رحمه الله) في رياض الصالحين عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال: ( ... وارفع إزاركَ إلى نصف ِالساق ِ، فإن أبيتَ فإلى الكعبين ، وإياكَ وإسبال الإزار ِ فإنها من المخيلة ،
وإنَّ اللهَ لا يُحبُ المخيلة ... ) رواه أبو داود والترمذي بإسناد ٍ حسن صحيح .
* فاعلم أخي في الله أنَّ الأفضل بنص الحديث رفع الإزار إلى نصف الساق ، ومن ُيحبُ ذلك ؟؟ اللهُ ورسوله .
22 ــ وقالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( لا يدخلَ الجنة َ من كانَ في قلبه ِ مثقالَ ذرة ٍ من كِبرْ )
قال رجل : إنَّ ألرجلَ يُحبُ أن يكونَ ثوبهُ حسناً ونعلهُ حسنة ؟
فقال (صلى الله عليه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق