هل صحيح هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة

*سائله تقول↓↓*

السلام عليكم شيخنا الفاضل
هل صحيح أن البدعة تنقسم إلى قسمين بدعة حسنة وبدعة سيئة
ام انه الاصح ان كل بدعة في ضلالة وكل ضلالة في النار

*إجابة الشيخ/جميل لافي...↓↓*

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الصحيح ان البدعة هي البدعة ولا توجد بدعة حسنة ، وهذه اجابة سابقة لي في الفيسبوك للتوضيح اكثر والتفصيل في هذه المسألة  ...
- سؤال مشابه لسؤالك:
السائل : سؤالي هو يقال إن هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة، فما صحة هذا الكلام ؟؟
_______________________
الشيخ جميل لافي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وهذا الحديث يُشكل على الكثيرين من أبناء المسلمين في الفهم والمعنى ، وسأورد الأحاديث في الباب والمعنى لحل هذا الإشكال :
(•)  جاء في الأحاديث الصحيحة :
(•) قال (صلى الله عليه وسلم) : {{ من سن سنة حسنة فعمل بها بعده كان له أجره ومثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزره ومثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً }} .
الراوي: وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 173 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح .
(•)  وقال (صلى الله عليه وسلم) : {{ ... من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص من أجورهم شيئاً ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عملها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئاً }} الراوي: جرير بن عبدالله المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1017
خلاصة حكم المحدث: صحيح .
(•)  وهذا مثل حديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : {{ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً, ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً }} .
(•) وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: {{ من دل على خير فله مثل أجر فاعله }} .
(•) فالمعنى لسن في الإسلام يعني : أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس (وليس بمعنى شرّع وأوجد شيئاً جديداً ) فيدعوا إليها ويظهرها ويبرزها فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها, وليس معناه الابتداع ليس معناه أن يبتدع في الإسلام بدعة حسنة لا، كل بدعة ضلالة يقول - صلى الله عليه وسلم -: (كل بدعة ضلالة), لكن المقصود إحياء السنن وإظهارها .
(•) مثلاً يكون في بلاد ما عندهم تعليم للقرآن , ما عندهم تعليم للسنة فيحيي هذه السنة يجلس للناس يعلمهم القرآن يعلمهم السنة , أو يأتي لهم بالمعلمين .
(•) أو في بلاد يحلقون لحاهم أو يقصونها فصار هو يحيي هذه السنة وهذا المشروع يعني يعفي لحيته ويربيها ويوفرها فتابعه الناس في ذلك واقتدوا به عملاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: {{ قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين }} , فلما رأوه قد وفر لحيته وقص شاربه تابعوه على ذلك فأحيا بينهم السنة وهي سنة واجبة هي من الواجبات فيكون له مثل أجورهم .
(•) أو في بلاد يجهلون صلاة الجمعة ولا يصلون الجمعة فيعلمهم ويصلي بهم الجمعة , أو ينصب بينهم من يصلي بهم الجمعة .
(•)  أو في بلاد يجهلون الوتر فيعلمهم إياه في الليل صلاة الوتر أو ما أشبه ذلك من العبادات والأحكام المعلومة من الدين, فيطرأ على بعض البلاد أو بعض القبائل جهلها, فالذي يحيها بينهم وينشرها ويبينها يقال له سن في الإسلام سنة حسنة يعني أظهر في الإسلام وبين في الإسلام سنة حسنة, وليس المراد أن يبتدع ما لم يأذن به الله ؛ لأن البدعة ضلالة يقول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح : {{ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة }} , ويقول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح أيضاً : {{ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }} , وفي لفظ آخر : {{ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد }} متفق على صحته .
(•)  ويقول (صلى الله عليه وسلم) في خطبة الجمعة : {{ أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة }} .
(•) فالبدع التي لم يشرعها الله لا يجوز الدعوة إليها ولا فعلها , بل يكون فعلها إحياءً للبدع يكون الدعوة إليها دعوة للبدع , فلا يجوز وليس المراد في هذا الحديث هذا المعنى {{ من سن في الإسلام سنة حسنة }} يعني أحياها وأظهرها وبينها وأرشد إليها ، ولم يأتي بشيء جديد .
والله تعالى أعلى وأعلم .
*~إدمن…(🌼)~*