هل نصوم يوم عرفة مع بلادنا أم يوم وقوف الناس بعرفة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(🌼) مناسك الحج كلها تقع في مكة وعرفات ، ويعتمد عليها الحج وعرفة والعيد ، والبلد الوحيد الذي يعمل بالتقويم الهجري هو السعودية ، ففي هذا المقام نتبع السعودية ورؤيتهم لهلال ذي الحجة ، وإن حصل خطأ في بداية الشهر يُتدارك بعده بيوم أو يومين ، فلا مجال للخطأ كما أعلنت بعض الدول أن يوم عرفه هو الأحد ، والعيد يوم الإثنين ، فبهذا نبطل حج 3 أو 4 أو 5 ملايين حاج ، وهذا ما لا يُعقل ولا يصح ، وحتى لو فرضنا أنه حصل خطأ ، فإذا اجتهد الحاكم فأصاب له أجران ، وإذا اجتهد وأخطأ فله أجر واحد ، ثم إن الله قد وضع عن أمة محمد (ﷺ) الخطأ والنسيان وما أستكرهوا عليه ، لفكل خطأ يُعفى عنه ، والحج صحيح ، فالبتالي يوم عرفة صحيح ، وهو يوم السبت ، وكذلك عيد الأضحى صحيح ومتقبل بإذن الله تعالى ، فلا يجوز إثارة الجدل والفوضى بين عوام المسلمين ، فقال النبي (ﷺ) : بشروا ولا تنفروا ، ويسروا ولا تعسروا ... الحديث ، وقال (ﷺ) إنّ الدين يُسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا ... الحديث ....
(🌼) ثم إن العبادات التي تتعلق برؤية الهلال تكون بالعين المجردة ، ولسنا مطالبين بحسابات فلكية ولا بغيرها ، فإن غُبي أو عُمي علينا فنتم عدة شهر ذي القعدة إلى 30 يوم ، كما هو الحال في مراقبة شهر رمضان وشوال في عيد الفطر والصيام ....
(🌼) فبهذا يكون يوم عرفة هو يوم السبت ، اليوم التاسع من ذي الحجة ، الموافق لـِ 10 من شهر آب / أغسطس ، وعليه يكون عيد الأضحى هو اليوم العاشر من ذي الحجة ، الموافق ليوم الأحد 11 / 8 / 2019 .
(🌼) ويجوز صوم يوم السبت إذا وافق يوم فاضل كيوم عرفة أو عاشوراء لما فيهما من فضل وتكفير للذنوب لسنة وسنتين ، والحديث في النهي عن صيام يوم السبت إلا فيما أفترض علينا يتعارض مع عدة أحاديث صحيحة ....
(🌼) ودليل ذلك أن النبي (ﷺ) أمر بصيام 3 الأيام البيض من كل شهر ، وبهذا لا بد جزما أن يوافق أحد هذه الأيام يوم السبت ، وقال (ﷺ) أفضل الصيام صيام داود (عليه السلام) كان يصوم يوماً ويُفطر يوماً ، وبهذا يكون قد صام يوم السبت كل أسبوعين ، وقد أثنى عليه النبي (ﷺ) ، وأيضاً عندما وجد النبي (ﷺ) إحدى زوجاته صائمة نفلاً يوم الجمعة ، فسألها ، أصمت بالأمس ، أي يوم الخميس ، فقالت لا ، فقال لها أتريدين أن تصومي في الغد ، أي يوم السبت ، فقالت لا ، فقال لها أذاً أفطري .... ، وأيضاً أمرنا بمخالفة يهود في صوم يوم عاشوراء ، فأمرنا أن نصوم يوما معه أو يوماً قبله ويوماً بعده ، وفي هذا لا بد أن يصادف يوم سبت أيضاً .... وقد صح عن النبي (ﷺ) أنه صام التسع أيام من ذي الحجة ، وبهذا يكون إحداها يوم السبت ، وصح أنه ترك صيامها أيضاً وهو في الحج ، وفي غيره لبيان أنها سنة وليست واجبة ....
(🌼) وخروجاً من الخلاف نصوم يوم الجمعة ويوم السبت فننال الأجر والثواب ....
والله تعالى أعلى وأعلم .