السائل :
الصوفية هذه الايام يشنون حملة على شيخ الاسلام ابن تيمية كتب عنه احدهم من كتاب الفتاوي الحديثة ص 114 واظنها لائمة الشيعة كلاما فظيعا لاينبغي السكوت عليه او المرور عليه مرور الكرام قائلا:{ ابن تيمية عبد خذله الله تعالى واضله واعماه واصمه واذله وبذلك صرح الائمة الذين بينوا فساد احواله وكذب اقواله } كيف يتم مواجهة هؤلاء الصوفية وهم اقرب لعقيدة الروافض ويحيكون المؤامرات على اهل السنة والجماعة
-------------------------------------
الشيخ جميل لافي .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بل أقول متى هم توقفوا عن شن الحروب على أهل الحقّ ... ؟؟
فأهل الباطل لا يتفقون مع أهل الحقّ ، ولا يلتقون معهم ما داموا على الباطل والبدع .... !!
() وإبن تيمية (رحمه الله) ما عاداه أهل البدع والضلال إلا لأنه شن عليهم حرب شعواء ، وشنّع عليهم بدعهم ، وكشف عِوارهم ، وهو أكثر عالم من علماء المسلمين تكلم في أهل الملل والنحل ، من يهود أو نصارى أو شيعة روافض أو متصوفة أو أي أصحاب مذاهب ضالة ، وناظرهم وبين ضلالهم ، وله صولات وجولات ومناظرات كثيرة جداً في كتبه .
() ويُعدُّ ابن تيمية (رحمه الله) ممَّن أكثروا التأليف، ونظَّروا لمسائل ، وقعَّدوا لأصول ، ومَن كثُر قُرَّاؤه ؛ لا بدَّ أن يميِّز عن غيرِه بما يجذبهم له، ومِن ذلك ما مِن بُدٍّ للقارئ والباحِث الاطِّلاع على خصائصِ تآليف ابن تيمية (رحمه الله) أولاً، خاصَّة وأنَّ كثيرًا ممن يرمونه بالتناقُض، أو ينقُلون عنه، بعضهم لا يَعي أصولَه ولا منهجَه في الكتابة، كما أنَّ استيعابَ أسلوب الكتابة يختصِر الطريق لفَهم منهجِ ابن تيمية.
() كثَرةُ كتابته في العقائد : كتَب ابنُ تيمية (رحمه الله) في فنونٍ عِدَّة، وسطَّر كتبًا متعدِّدة، غير أنَّ مباحث العقيدة هي السِّمة الغالبة في مؤلَّفاته.
() وميزتها بيانُ معتقَد السَّلف الصالح، وشرْح أصول العقيدة السلفيَّة، ونقْدُ وتقييمُ والردُّ على مخالفيها مِن متكلمين، وفلاسفة، وصوفية، ورافضة، وباطنيَّة، وغيرهم .
() فكان ربَّما يفرد الردَّ على مقالة تكون لفِرقة بعينها، أو أخذتْ بها فِرَق عِدَّة، وانتشرتْ بين طوائفَ ومذاهب، أو يُفرِد نقدًا لفرقة وحْدها، فيَعرِض أصولَها، ويَحكي نشأتها ويعدِّد أئمتها، أو ربما خصَّص لمخالف مصنَّفًا للردِّ عليه، ونقْد أصولٍ شاعتْ عنه.
() وبين ثنايا النقْد والمناقشة للفِرق أو أتباعها أو مقالاتها، كان يَنصُر معتقد السَّلف الصالح، ويَعرِضه بدلائله العقليَّة والنَّقليَّة.
() وتميَّز بحثُه في العقائد بالدراية الواسعة بما يواجِه وينقُد، مِن فِرَق ومذاهب؛ قال الذهبيُّ: "عرَف أقوال المتكلِّمين، وردَّ عليهم، ونبَّه على خطئِهم، وحذَّر منهم، ونصَر السُّنة بأوضحِ حُجج، وأبهر براهين".
() فلم يكُن يَكتفي بالإنكار؛ بل يَزيد ذلك بالبيان والاستدلال، وإقامة الحُجج، قال البزَّار عن مؤلَّفاته: "وقدْ أبان - بحمدِ الله تعالى - فيما ألَّف فيها لكلِّ بصيرٍ الحقَّ مِن الباطل، وأعانه بتوفيقه، حتى ردَّ عليهم بِدعَهم وآراءَهم، وخُدَعَهم وأهواءَهم، مع الدلائل النقليَّة بالطريقة العقليَّة، حتى يُجيب عن كلِّ شبهةٍ مِن شبههم؛ بعدَّة أجوبة جليلة واضِحة، يَعقلها كلُّ ذي عقلٍ صحيح، ويشهَد لصحَّتها كلُّ عاقل رجيح".
. .
() وابنُ تيميَّة (رحمه الله) خاضَ في الكلام عنِ المخالفين لمعتقدِ السَّلف، حتى ما دَري قوم بمقالة؛ إلاَّ وجَد له كلامًا عنهم، قال: "وذكَرْنا عامَّةَ طرائق أهلِ الأرض في إثباتِ الصانِع؛ مِن المتكلِّمين والفلاسفة، وطُرق الأنبياء - صلوات الله عليهم - وما سلَكه عامَّة نظار الإسلام؛ مِن معتزلي، وكَرَّامي، وكلاَّبي، وأشعري، وفيلسوف، وغيرهم".
() وكلامه (رحمه الله) عن الفِرق كان بتأصيلٍ وبسطٍ لقواعدهم، واستيعاب لأصولِهم، ومُعلِّمًا خصومَه في مناظرتهم له: "أنا أعلمُ كلَّ بدعةٍ حدَثتْ في الإسلام، وأوَّلَ مَن ابتدعها، وما كان سببَ ابتداعها"
() وكثرة رُدوده وترصُّده للمخالفات، التي يأبى على أصحابِها نِسبتَها للإسلام أو السُّنة، جلبتْ له النكيرَ والعداوة ممَّن خالفه، واستهجان بعضِ أتباعه أو مُوافقيه، وقد تمنَّى بعض مَن ترجَم لابن تيمية (رحمه الله) أنْ لو جعل جهدَه في تفسيرِ القرآن العظيم، وشرْح السُّنة المطهَّرة ، بدلاً مِن الإكثار من الرد على أهلِ البِدعِ والأهواء ؛
() قال الصفديُّ: "وضيَّع الزمانَ في ردِّه على النصارى، والرافضة، ومَنْ عاندَ الدِّين أو ناقَضه، ولو تصدَّى لشرْح البخاري، أو لتفسير القرآن العظيم، لقلَّد أعناقَ أهل العلم بدرُ كلامِه النَّظيم" .
فهذا سبب حنق وحقد أهل البدع والضلالات على شيخ الإسلام إبن تيمية (رحمه الله) .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق