هل يعتبر ارتكاب المعاصي ممن اتخذ إلهه هواه - موقع الشيخ جميل لافي  
  • Integer vitae nulla!

    بسم الله الرحمان الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين وعلى إخوانه النبيّين والمرسلين ....

  • Suspendisse neque tellus

    بسم الله الرحمان الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين وعلى إخوانه النبيّين والمرسلين ....

  • Curabitur faucibus

    بسم الله الرحمان الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين وعلى إخوانه النبيّين والمرسلين ...

الخميس، 29 مارس 2018

هل يعتبر ارتكاب المعاصي ممن اتخذ إلهه هواه

||
(★) المقصود بإتباع الهوى في البدع والضلالات التي تُخرج من الملة ، وهذا المقصود بالإنحراف وإتباع الهوى ، فإتباع الهوى هو ضلال في الدين ، وليس المراد ولا المقصود بالمعاصي والذنوب ولا حتى الكبائر ، فمرتكب جميع الكبائر لا يكفر إن كان موحداً ومُصلياً ، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة ....
(★) وأضرب مثلاً على القرأآنيين الذين لا يُؤمنون بالسنة كلها ، فهم إتبعوا الهوى في ذلك ، مع العلم أن القرأن والسنة كلاهما بوحي من الله عز وجل ، ولولا السنة وصاحبها لما عرفنا القرأن أصلاً ، ولما وصل إلينا القرأن .... فهل هذه الفرقة نعتبرهم عاصين فقط أم هم قد ضلوا واتبعوا الهوى في معتقدهم ذلك ، ومن يُنكر صحيح وصريح السنة يكفر بإجماع .... ؟؟
(★) فالموحد الذي لا يأتي بناقض من نواقض الإسلام والتوحيد ، فهذا مهما ارتكب من معاصي وذنوب فلا نكفره ، وسيُحاسب على ذنوبه ومعاصيه يوم القيامة وتوزن عليه ، وأما الذي أتى بناقض من نواقض الإسلام واعتقد بعدم صحة هذا في الدين ، فهذا يكفر ولو لم يعصي ولم يُذنب ولم يأتي بأي كبيرة من الكبائر ، فذلك قال أهل العلم : فتنة الشبهات أعظم من فتنة الشهوات .....
(★) ولذلك أخبر النبي (ﷺ) أن 72 فرقة من فرق الإسلام في النار لفساد معتقدها وإتباعها للهوى في العبادات ، وبذلك اشركوا بالله جل وعلا ....
(★)  قال (ﷺ) : {{ افترقتِ اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فِرقَةً ، فواحدةٌ في الجنةِ وسبعين في النارِ ، وافترقتِ النّصارى على اثنينِ وسبعينَ فرقةً فواحدةٌ في الجنةِ وإحدى وسبعينَ في النارِ ، والذي نفسي بيدهِ لتفتَرِقنّ أمّتي على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً ، فواحدةٌ في الجنةِ وثنتينِ وسبعينَ في النارِ ، قيلَ يا رسولَ اللهِ من هم ؟ قال : همُ الجماعَة }} .
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 1492 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد رجاله ثقات .

(★) قال تعالى : {{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }} الجاثية 23 .
(★) ومعنى الأية هو : يقول تعالى: { أَفَرَأَيْتَ } الرجل الضال الذي { اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } فما هويه سلكه سواء كان يرضي الله أو يسخطه. { وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ } من الله تعالى أنه لا تليق به الهداية ولا يزكو عليها.
(★) { وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ } فلا يسمع ما ينفعه، { وَقَلْبِهِ } فلا يعي الخير { وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً } تمنعه من نظر الحق ، { فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ } أي : لا أحد يهديه وقد سد الله عليه أبواب الهداية وفتح له أبواب الغواية ، وما ظلمه الله ولكن هو الذي ظلم نفسه وتسبب لمنع رحمة الله عليه { أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } ما ينفعكم فتسلكونه وما يضركم فتجتنبونه .
(★) وهي تتحدث أيضاً عن أصحاب الفرق والجماعات التي ضلت عن جادة الصواب بعد أن عرفت الحقّ وحادت عنه فضلت وزاغت ...
(★) ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) أي : إنما يأتمر بهواه ، فمهما رآه حسنا فعله ، ومهما رآه قبيحا تركه : وهذا قد يستدل به على المعتزلة في قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين .
وعن مالك فيما روي عنه من التفسير : لا يهوى شيئا إلا عبده .
وقوله : ( وأضله الله على علم ) يحتمل قولين :
1 - أحدهما : وأضله الله لعلمه أنه يستحق ذلك .
2 - والآخر : وأضله الله بعد بلوغ العلم إليه ، وقيام الحجة عليه .
- والثاني يستلزم الأول ، ولا ينعكس .
(★) ( وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ) أي : فلا يسمع ما ينفعه ، ولا يعي شيئا يهتدي به ، ولا يرى حجة يستضيء بها ; ولهذا قال : ( فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) كقوله : ( من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ) [ الأعراف : 186 ] .
(★) فالهوى إله يُعبد من دون الله تعالى ، وبه ضلت أغلب الفرق والجماعات والأفراد وانحرفت عن الحقّ ، وطريق الهُدى ، فهم سلكوا طُرقاً أخرى بعد أن كانوا على علم وبصيرة أو عُميَّ على ابصارهم وضلوا عن الحقّ بعد أن عرفوه وعلموه ....
(★) والأية تخص الكفار وغيرهم ، فمثلاً اليهود ضلوا على علم ، والنصارى ضلوا على جهل ، ولا شك أن المسلم الذي انحرف عن عقيدة التوحيد واتبع هواه فيما يعبد ، وعبد الله عز وجل على غير ما شرع وأذن ، فهذا ضل ضلالاً بعيداً ، واستحق الغشاوة على بصره وبصيرته بسبب ذلك ....
(★) فلذلك قال تعالى : {{ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }} الأعراف 176 .
(★) وقال تعالى : {{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }} الكهف 28 .
(★) وقال تعالى : {{ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ }} طه 16 .
(★) وقال تعالى : {{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا }} الفرقان 43 .
(★) وقال تعالى : {{ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }} القصص 50 .
(★) وقال تعالى : {{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ }} النازعات 40 - 41 .
(★) فكل الضلال الذي يحصل للبشر هو بسبب هوى النفس وإتباع الهوى فيما يعبدون ويعتقدون ، فالهوى نفسه هو إله يُعبد من دون الله جل وعلا ....
(★) فلذلك قال تعالى : {{ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }} يوسف 108 .
والله تعالى أعلى وأعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق