ثمن الجنة - موقع الشيخ جميل لافي  
  • Integer vitae nulla!

    بسم الله الرحمان الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين وعلى إخوانه النبيّين والمرسلين ....

  • Suspendisse neque tellus

    بسم الله الرحمان الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين وعلى إخوانه النبيّين والمرسلين ....

  • Curabitur faucibus

    بسم الله الرحمان الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين وعلى إخوانه النبيّين والمرسلين ...

الجمعة، 9 مارس 2018

ثمن الجنة

() ما هو ثمن الجنة ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة ً للعباد ، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آلهِ وصحبهِ وأزواجه ِ ومن إقتفى أثرهِ ، وإستن بسنتهِ واهتدى بهديهِ إلى يوم القيامة .
() أما بعد ، قال تعالى : ( سارعواْ إلى مغفرة ٍ من ربكم وجنة ٍ عرضُها السماواتُِ والأرضُ أُعدتْ للمُتقين ) آل عمران 133 .
وعن أبي هريره (رضي الله عنه)قال : قال : (صلى الله عليه وسلم) في الحديث القدسيّ الذي يرويه عن ربه عزوجل : ( أعددت لعباديَِ الصالحينَ ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر ، واقرَؤا إن شئتم ( فلا تعلمُ نفسٌ ما أُخفيَ لهم من قرة َ أعين ٍ جزاءً بما كانوا يعملون ) ) متفق عليه .
وقال (صلى الله عليه وسلم): ) من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله ِهيَ الجنة ) رواه الترمذي . ــ أدلج : سار بليل ٍ دلالة على التبكير ــ .
() وصف ربنا عز وجل الجنة ـ في الحديث القدسيّ ـ وما أعد فيها بوصفٍ لا يُمكن تخيلهُ بالقلبِ ولا بالسمع ِ ولا بالعينِ ِ ، ولا يُمكن مقارنتهُ بما في الدنيا من رزق ٍ ولا بكل ِ المعايير والمقاييس ، وفي الحديث الآخر وصفها النبيّ (صلى الله عليه وسلم) بسلعة الله وأيّ سلعة ؟؟ إنها غالية ، ومعروفٌ لدى الناس أن الغالي ثمنه هو النفيس والنادر.
وأنا ليس بصدد وصف الجنة وما فيها في هذا البحث .
() فماذا بإمكانك أن تدفعَ مقابل هذه ِ السلعة َ الغاليه لتحُصلَ عليها ؟؟
() فيجب عليك أن تتعلم يا أخي ما ستقومَ به ِ ، وما ستقدمُ من ثمن ٍ لتفوز بالجنة .
() وما هو الثمن الذي يُدفع للفوز ِ بالجنة ؟؟ .
() الذي يُريد أن يشتري شيء من حطام الدنيا وله قيمة ٍ في عُرفِ الناس ِ ، كالبيت أو السيارة أو غيره ... ، فإنه يبدأ بوضع الخطط ، ويضع القرش على القرش ويبحثُ عن الأفضل ، وما يُناسب ، ويسألُ أهلَ الخبرة ِ والمعرفة ، وكل هذا في حطام ٍ زائل ،ٍ والكل يعلم ذلك مُسلماً كان أو كافراً ، فهو لا بُد لهُ مُفارق .
() لو فرضنا أن شخص ما قام ببناء بيت ٍ على جسر ٍ فوق نهر ، وهذا الجسر هو طريق سيارات ومُشاة ، ماذا سيقول الناس عنه ؟ أهو عاقل ؟ الجواب لا !! .
() والكل يعلم أن الدنيا جسرٌ وممرٌ للآخرة ولدار المقر، فتزود من ممرك لمقرك .
() قال تعالى : ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون ِ يا أُولي الألباب ) البقرة 197 .
() ومن كرم الله عز وجل ورحمته بنا أنه لم يجعل الثمن لدخول الجنة فوق قدرتنا واستطاعتنا ، وإلا ما دخلها أحد من خلقه !! .
() قال تعالى : ( لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها ... ) البقرة 286 .
() ومن كرم الله عزوجل ورحمته أنه يُدخل الجنة بقليل عمل ، وربما بكلمة يتلفظ بها العبد من رضوان الله تقع عند الله بمكان ، فيدخله الله تعالى بها جنة ٍعرضُها السماوات ِ والارض ، بشرط أن لا يشرك بالله شيئاً ، وسأذكر أمثلة على ذلك في آخر هذا البحث من البند رقم 26 وما بعدها .
() ومن ثمن الجنة : ــ
1 ــ التوحيد : الثمن الأول وهو بمثابة جواز المرور للجنة وهو تحقيق التوحيد ، ولا يمكن تخطيه مهما دفعت من ثمن أو عمل لقوله تعالى : ( ولقد أُوحيَّ إليكَ وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) الزمر 65 .
() وقال تعالى : ( قل هل ننبئكُم بالأخسرينَ أعمالاً * الذين ضلَّ سعيُهُم في الحياة ِ الدُنيا وهم يحسبونَ أنهم يُحسنونَ صُنعاً ) الكهف 104 .
() والشرك ناقض للعمل وإن كثر، وهو يَحجبُ العبد عن الجنة .
2 ــ الصبر على الطاعات :
لقوله تعالى : ( وأُمر أهلكَ بالصلاة ِ واصطبر عليها ) فلم يأمر الله جل علاه بالصلاة فقط، بل بالإصطبار عليها ، وكذلك الصبر على جميع العبادات والطاعات . وقال (صلى الله عليه وسلم) : ( ... ومن يتصبّر يُصبرهُ الله ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر ) متفق عليه .
3 ــ الصبر عن المعاصي :
() أُتصبر نفسك عن المعاصي وهوى النفس وجنونها ، لقوله تعالى : ( وأما من خاف مقام ربهِ ونهى النفسَ عن الهوى * فإن الجنة َ هي المأوى ) النازعات 40ـ41.
4 ــ الصبر على الإبتلاءات ومن الصدمة الأولى :
() لقوله تعالى : ( ... إنما يُوفى الصابرونَ أجرهم بغير حساب ) الزمر 10 .
() ولقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( ما يصيبُ المسلم من نصب ٍ ولا وصب ٍ ولا هم ٍ ولا حزن ولا أذىً ولا غم ٍ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر اللهُ بها من خطاياه ) متفق عليه . () ولقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( يقول اللهُ تعالى ما لعبدي المؤمن إذا قبضتُ صفيّهُ من أهل الدنيا ثمّ إحتسبه إلا الجنة ) البخاري .
5 ــ التصبر على العلم والتعلم : وهو أن يَحبسَ العبد ُ نفسهُ على الإستماع لدروس الفقة والعلوم الشرعية وأقله تعلم ما يُصلح به ِ عبادته ِ وُمعاملاته ِ والمعلوم من دين الله بالضرورة . قال (صلى الله عليه وسلم) : ( من يُرد اللهُ به ِ خيراً يُفقهُ في الدين ) متفق عليه .
() فالحمدُ لله ِ الذي جعل علامة خير المؤمن التفقه في الدين .
() قال أبو الدرداء (رضي الله عنه) : كُن إحدى الأربعة ـ عالماً أو مُتعلماً أو مُستمعاً أو مُحباً للعلم ، ولا تكن الخامسة فتهلك : وهو الذي لا يعلم ولا يتعلم ولا يسمع ولا يُحب العلم .
6 ــ تقديم حُبِ اللهِ ورسولهِ على كل ِ حُب : من النفس والأهل والناسِ أجمعين ..
() لقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( ثلاث ٌمنّ كُنَّ فيه ِ وجدَ بهن حلاوة َ الإيمان ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يُحب المرءُ لا يُحبهُ إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذهُ اللهُ منه كما يكره أن يُقذف في النار ) متفق عليه .
() ولقوله للسائل متى الساعة ؟ قال : ( وما أعددت لها ؟؟ ) قال : لم أعُد لها كثيرعمل ولكني أُحبَ الله َ ورسوله . قال : ( أنت مع من أحببت ) متفق عليه .
() وهذا أيضاً من كمال الإيمان .
() لقوله (صلى الله عليه وسلم) لعُمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعد أن حقق الحب للهِ ورسوله أكثر من نفسه ِ : ( ألآن يا عُمر ) .
7 ــ حُب المُسلمين المُوحدين وبُغض المُشركين والكفار( الولاء والبراء) ...
() لقوله تعالى : ( لا تجدُ قوماً يُؤمنون بالله ِ واليوم ِ الآخر ِ يُوآدونَ من حآدَ اللهَ ورسولهُ ولو كانوا أبآءهُم أو أبنآءَهُم أو إخوانهم أوعشيرتهُم ، أُولئك كتبَ في قلُوبهمُ الإيمانَ وأيدهُم بروح ٍ منه ، ويُدخِلُهُم جنات ٍتجري من تحتها الأنهارُ خالدينَ فيها ، رضيَ اللهُ عنهُم ورضواْ عنه ، أُولئكَ حزبُ الله ، ألآ إنّ حزب الله ِ هُمُ الغالبون ) المُجادلة 22 .
() ولقوله (صلى الله عليه وسلم) :( ثلاث ٌمنّ كُنَّ فيه ِ وجدَ بهن حلاوة َ الإيمان ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يُحب المرءُ لا يُحبهُ إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذهُ اللهُ منه كما يكره أن يُقذف في النار ) متفق عليه .
8 ــ تقوى الله عزوجل ، وتقوى القلوب : وذلك بالإمتثال لأوامره ِ بكل ما أمرنا به وأحبه ، والإنتهاء عما نهانا عنه وحرَمهُ ...
() قال تعالى : ( ذلك ومن يُعظم شعائر الله ِ فإنها من تقوى القلوب ) الحج 32 .
() وقال ابن مسعود (رضي الله عنه) إتق الله تكن أعبد الناس وإتق المحارم تكن أسعد الناس )
() وقال علماءنا : أن يجدك حيث أمرك ، ويفتقدك َ حيث نهاك .
9 ــ حُب الفقراء والمساكين والإحسان ِ اليهم والحفاظ على مشاعرهم : جاء رجل غنيّ نظيف الثياب إلى مجلس النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يجد فـُرجة يجلس بها إلا بجانب ِ رجل ٍ فقيرٍ رث ِ الثياب ، وأثرُ العمل باد ٍ عليها ، فجلس بجانبه فنظراليه ِ النبي(صلى الله عليه وسلم) وهو يضبضب ثيابه عن الفقير ، فقال له : ( أتخاف أن يعديك بفقره ، أم أن تـُعديه بغناك ؟؟ ) . فما كان من الرجل إلا أن إستخطأ نفسهُ وأرادَ أن يُكفر عن خطيئته ِ وعلى الفور ِ قال : أُشهدكَ يا رسول الله أني تصدقتُ بشطر مالي لهاذا الرجل . فسأل النبي (صلى الله عليه وسلم) الفقير : ( أتقبلُ شطر ماله ؟) فقال : لا يا رسول الله . قال ولمَ ؟قال : أخاف إن قبلت مالهُ أن أتعالى على خلق الله ( أُنظر عزة نفس المؤمن !! ) وما كان من الغنيّ أن يرُدَ شيءً تصدقَ به ِ فقال : هو لفقراء المسلمين .
10ــ التقرب إلى الله عز وجل بالنوافل حتى يُحبك : فإن أحبك أدخلك الجنّة ...
() قال :(صلى الله عليه وسلم) : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنتهُ بالحرب ، وما تقرب َ إليّ عبدي بشيء ٍ أحبَ إليَّ مما إفترضتهُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافل حتى أُحبه فإذا أحببته ُ كنتُ سمعهُ الذي يسمعُ به ِ وبصرهِ الذي يُبصرُ به ِ ويدهُ التي يبطشُ بها ورجلهُ التي يمشي بها وإن سألني أعطيتهُ ، ولئن إستعاذني لأعيذنهُ ) رواه البخاري . فإذا سألتهُ الجنة يا عبد الله أعطاكها ....!! .
11 ــ حُسن الخلق : سُئـــل (صلى الله عليه وسلم) عن أكثر ما يُدخل الجنّــــة ؟؟ قال : ( تقوى الله وحُسن الخلق ) وسُئلَ عن أكثر ما يُدخل النار ؟؟ فقال : ( الأجوفان : الفم والفرج ) رواه الترمذي .
() وقال : ( إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً أحآسنكم اخلاقاً ، وأن أبغضكم إليَّ َوأبعدكم مني منزلاً في الجنـّّة مساويكم أخلاقاً ، الثرثارون ، المتشدقون المُتفيهقون ) رواه الترمذي . ــ والمُتفيهقون : المُتكبرون ــ .
() وقال (صلى الله عليه وسلم) : ( ألا أُخبركم بمن يُحرّمْ على النار أو بمن تـُحرّم عليه النار ، تحرُمُ على كلقريب ، هيّن ٍ ، ليّن ٍ ، سهل )رواه الترمذي .
12 ــ الصدق :
() لقوله ِتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) التوبة 119 . ولقوله ِ(صلى الله عليه وسلم) : ( إن الصدق يهدي إلى البرّ ، وإن البرّ يهدي إلى الجنـّّة ، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى الـّنار ، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً ) متفق عليه .
13 ــ قراءة القرآن : أنآء الليل وأطراف النهار ، ولا تهجُرهُ .
() لقوله ِتعالى ( وقال الرسول يا رب ِ إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) الفرقان 30 .
() ولقوله ِ(صلى الله عليه وسلم): ( يُقال لصاحب القرآن إقرأ وارتق ِ ورتل كما كنت تـُرتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) رواه أبو داود والترمذي .
() ويأتي القرآن يُحاجج عن صاحبه ِ يوم القيامة حتى يُدخلهُ الجنة ، وقال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام أيْ ربي منعتهُ الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن يا رب منعتهُ النومَ بالليل فشفعني فيه فيشفعان )رواه أحمد .
14 ــ الصلاة المفروضة والتطوع :
() لقوله ِ(صلى الله عليه وسلم) : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه أحمد وأصحاب السنن .
() ومن كفر حُرمَ الجنة ودخل النار ، ولقوله ِ ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) رواه مسلم وأحمد . والتطوع يرفع الدرجات بالجنّة فقد ثبت عنه ِ(صلى الله عليه وسلم) أن الجنّة درجات والنار دركات وما بين الدرجة والدرجة مئة عام وفي رواية خمسمائة .
15 ــ الزكاة المفروضة والصدقات :
() لقوله ِتعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الركعين ) البقرة 43 . وقوله ِ: ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين ) البقرة 45 .
() ولقوله ِ(صلى الله عليه وسلم) : ( في حديث سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم .... رجلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ..... ) متفق عليه .
16 ــ الصيـــــام :
() لقوله ِ(صلى الله عليه وسلم): ( لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجههِ سبعين خريفأ ) رواه أبي سعيد الخدري . فآذا ابتعد العبد عن النار يوم القيامه فأين يذهب ؟؟ وكذلك الحديث الذي سبق في قرأءة القرآن . وهناك أيضاً باب في الجنة ُيقال له الريان لا يدخله إلا الصا ئمون فإذا دخل آخرهم أُغلق ذلك الباب .... فكن منهم ياعبد الله !! .
17 ــ الحج والعُمرة لله : لقوله ِتعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله .... )البقرة 196 .
وعلى المُستطيع مرة في العُمر ومن تطوعَ فإن الله شاكرٌ عليم .
18 ــ تحقيق أركان الإيمان : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر (والقضاء والقدر) خيره وشره .
19 ــ الإيمان بالغيب : لقوله ِتعالى ( الذين يؤمنون بالغيبِ ويُقيمون الصلاة ومما رزقناهم يُنفقون ) البقرة 3
20 ــ إجتناب الكبائر : لقوله ِتعالى ( الذين يجتنبون كبائر الفواحش إلا اللمم... ) النجم 32 .
21 ــ غض البصر عما حرم الله عز وجل : لقوله ِتعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون ) النور 30 . ولقوله ِ(صلى الله عليه وسلم): ( كُتبَ على ابن آدم حظهُ من الزنا أدركَ ذلك لا محالة ، فزنا العينين النظر ، وزنا اللسان النطق ، وزنا الأذنين الإستماع ، وزنا اليدين البطش ، وزنا الرجلين الخُطـــا ، والنفس تـُمني وتشتهي ، والفرجُ يُصدقُ ذلك أو يُكذبه ) رواه البخاري مُعلقاً ومسلم مُسنداً .
22 ــ مُخالفة النفس عن الهوى : لقوله ِتعالى : ( فأما من طغى * وءاثر الحياة الدنيا * فإن الجحيمَ هيَ المأوى * واما من خافَ مقامَ ربه ِ ونهى النفسَ عن الهوى * فإن الجنـّة هي المأوى ) النازعات 37 ـ 41 .
23 ــ قيام الليل : لقوله ِتعالى : ( أمنّ هو قانتٌ آنآء الليل ِ ساجداً أو قائماً يحذرُ الآخرة ويرجوا رحمة ربه ِ ... ) الزمر 9 .
() وقوله : ( ومن الليل فتهجد به ِ نافلةً لكَ عسى أن يبعثكَ ربُكَ مقاماً محموداً ) الإسراء 79 .
() وقال : ( كانوا قليلاً من الليل ِ ما يهجعهون ) الذاريات 17 .
() ولقوله ِ(صلى الله عليه وسلم):( أيها الناس إفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناسُ نيام تدخلوا الجـنّة بسلام ) رواه الترمذي .
() واعلم أخي المسلم أن قيام الليل شرفُ المؤمن .
24 ــ الإحسان والرفق :
() لقوله ِ(صلى الله عليه وسلم) : ( إن الله رفيق يُحبُ الرفق في الأمر كله ) متفق عليه. ولقوله : ( إن الله رفيق يُحبُ الرفق ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العُنف وما لا يُعطي على ما سواه ) رواه مسلم .
() ولقوله إن الرفق لا يكونُ في شيء ٍ إلا زانه ولا يُنزعُ من شيء ٍ إلا شانه ) رواه مسلم .ولقوله من يُحَرمَ الرفق يُحرم الخيرُ كُلهُ ) رواه مسلم .
() ولقوله إن الله كتب الإحسان على كل ِ شيء ٍ فإذا قتلتم فاحسنوا القِـتـله ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحدُ أحدكم شفرته وليُرحَ ذبيحته ) رواه مسلم .
() إذا كان هذا بالحيوان !! . فكيف بالرفق ِ واللين ِ والإحسان ِ بالإنسان ؟؟ !! .
وقال (صلى الله عليه وسلم) : ( ألا أُخبركم بمن يُحرّمْ على النار أو بمن تـُُحرّمُ عليه النار ، تحرُمُ على كل قريب ، هيّن ٍ ، ليّن ٍ ، سهل ) رواه الترمذي .
25 ــ الجهادُ في سبيل الله ِ :
() لقولهِ (صلى الله عليه وسلم) لرجل ٍ تكاسلَ عن الجهاد : ( لا تفعل فإن مقامَ أحدكم في سبيل الله ِ لأفضلُ من صلاته ِفي بيته ِسبعين َعاماً ، ألا تـُحبونَ أن يغفرَ الله ُ لكم ويُدخلكم الجنة ؟؟ إغزوا في سبيل ِ الله) رواه الترمذي .
() وقال : ( من قاتل في سبيل الله فواقَ ناقة وجبت لهُ الجنة ) رواه الترمذي .
() وقال : ( إن في الجنة مائة درجة اعدها اللهُ للمُجاهدينَ في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ( أيّ خمسمائة عام ) ، فإذا سألتم الله فاسالوه الفردوس ، فإنهُ أوسط الجنة وأعلى الجنة ، وفوقهُ عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة ) رواه البخاري .
() وقال : ( لا يجتمع كافر وقاتلهُ في النار أبداً ) رواه مسلم في كتاب الإمارة .
() هذا الحديث فقط في الجهاد وليس على الإطلاق .
() ومن قليل العمل والقول الذي يُدخل الجنة : ــ
26 ــ إماطة الأذى عن الطريق :
() لقوله ِ(صلى الله عليه وسلم) : ( الإيمان بضعٌ وسبعون شُعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياءُ شُعبةٌ من الإيمان ) البخاري ومسلم واللفظُ لمسلم .
() وأخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) عن رجل ٍ في من كان قبلهم أماطَ َ غصن شجرة أو شوك كان يُؤذي الناس المارة وما أرادَ بذلك إلا وجه الله عز وجل ، فشكرَ اللهُ لهُ ذلك الفعل وأدخلهُ الجنة .
27 ــ الإحسان إلى الحيوان : أخبرَ النبي (صلى الله عليه وسلم) عن إمرأة بغيّ من بغايا بني إسرائيل دخلت الجنة بإسقائها كلبٌ كان يلهث ، وما فعلت ذلك إلا لوجه الله ِ تعالى . () وأخبرَ النبي (صلى الله عليه وسلم)عن إمرأة حُرمت الجنة وعلى ما كانت من عبادة بسبب حبسها هرة حتى ماتت ، فلا هيَ أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض ، فدخلت بها النار . وأيضاً الحديث الذي سبق في الإحسان والرفق رقم 24.
28 ــ تفريج كربات المُسلمين والسعي على مصالهم : وهذا أمرٌ عظــــــيم ....
() قال تعالى : ( وافعلوا الخيرَ لعلكم تـُفلحون ) الحج 77 . ومن يُفلــــحُ يدخـل الجنـّــة .
() وقال ِ(صلى الله عليه وسلم) : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمهُ ولا يُسلمهُ ، من كان في حاجة أخيهِ كان اللهُ في حاجته ِ ، ومن فرّجَ على مسلم كُربة ً فرّجَ اللهُ عنهُ بها كُربة ً من كُرب يوم القيامة ، ومن سترَ مُسلماً سترهُ اللهُ يوم القيامة ) متفق عليه .
() وقالِ(صلى الله عليه وسلم) : ( من نفـّسَ عن مؤمن ٍ كُربة من كُرب الدنيا نفـّسَ اللهُ عنه كُربة من كُرب يوم القيامة ، ومن يسرَ على مُعسر ٍ يسرَ اللهُ عليه ِ في الدنيا والآخرة ، واللهُ في عونِ العبد ِما كان العبدُ في عون ِ أخيه ِ ، ومن سلكَ طريقاً يلتمسُ فيه ِ علماً سهلَ اللهُ به ِ طريقاً إلى الجنة ، وما إجتمعَ قومٌ في بيت ٍ من بيوت الله ِ تعالى يتلون كتابَ اللهِ ويتدارسونهُ بينهم إلا نزلت عليهم ُ السكينة وغشيتهمُ الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهمُ اللهُ فيمن عنده ، ومن بطأ به ِعملهُ لم يُسرع به ِ نسبهُ ) رواه مسلم .
() أي النسب لا ينفع بدون عمل كما حصلَ مع أعمام النبيّ (صلى الله عليه وسلم) أبو طالب وأبو لهب .
29 ــ إعتكاف ساعات ، بل لحظات في بيوت الله جل عُلاه : وأعظم الإعتكاف في ليالي رمضان وخاصةً في العشر الأواخر منهُ ، وأعظمُ الأيام ( أيّ نهارها ) العشرُ الأوائل من ذي ِ الحِجة ِ ، وعلمنا المُصطفى (صلى الله عليه وسلم)إذا دخلنا مسجداً للصلاة فيه ِ أن ننوي الإعتكاف فيه ِ بنيّة : ( الإعتكاف في هذا المسجد ما دُمتُ فيه ِ ) .
() ولا يُشترط التلفظ بالنيّة وإنما النيّةُ مكانها القلب ، فبمجرد ان تنوي تحصلُ بإذن الله على أجر الإعتكاف ولو للحظات ، فلا تحرم نفسكَ من هذا الأجر !!
30 ــ إسباغ الوضوء على المكاره وركعاتٍ بعدهُ من أسباب دخول الجنة :
() قال ِ(صلى الله عليه وسلم) : ( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملتهُ في الإسلام فإني سمعتُ دُفَ نعليكَ بينَ يديّ َ في الجنة ، قال : ما عملت عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة ٍ من ليل ٍ أو نهار ٍ إلا صليتُ بذلك الطهور ما كُتبَ لي أن أُصلي ) متفق عليه .
() سبحان الله !! بلال الذي عُذب وضُرب بمكة بالسياط ووضع الصخر على صدره في الرمضاء ، أسبقـتهُ صلاة سُنة الوضوء دخول الجنة قبل كل ذلك !! ؟؟ .
31 ــ الذكرْ : من تسبيح ٍ وتحميد ٍ وتهليل ٍ وثناء ٍ وتمجيد ٍ وتعظيم ٍ للهِ جل عُلاه : من أسباب دخول الجنة بل بالإرتقاء إلى الدرجات العُلى بالجنة ، في درجات الذاكرين الله كثيراً والذاكرات .
() قال ِ(صلى الله عليه وسلم) :( يُصبح على كل ُسلامي {مفصل} من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمرٌ بالمعروف ِ صدقة ونهيٌ عن المُنكر صدقة ، ويُجزء من ذلك ركعتان يركعهُما من الضُحى ) رواه مسلم .
() فلا تكن بخيلاً فافعل هذا وذاك وزد عليه .
() وقال ِ(صلى الله عليه وسلم) مثل الذي يذكرُ ربهُ والذي لا يذكرُه مثل الحيّ والميت )البخاري .
() وقال ِ(صلى الله عليه وسلم)  يقولُ اللهُ تعالى أنا عندَ ظنَ عبدي بي وأنا معهُ ، إذا ذكرني في نفسهِ ذكرتهُ في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ٍ ذكرتهُ في ملأ ٍ خير ٍ منه )متفق عليه.
() وقال : ( لا يزالُ لسانك رطباً بذكرالله ) رواه الترمذي.
() وقال : ( من قال سبحان الله وبحمده ِ غـُرست له ُ نخلة ً في الجنة ) رواه الترمذي.
() وقال : ( من قال سبحان الله وبحمده ِفي اليوم ِ مئةُ مرة مُحيت خطاياهُ ولو كانت مثل زبد البحر) .
() وعن أبي موسى الأشعريّ (رضي الله عنه) قال : قال لي رسول الله(صلى الله عليه وسلم) :( ألا أدُلك على كنز ٍ من كنوز الجنة ، فقلت بلا يا رسول الله قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ) متفق عليه
32 ــ تعظيم الله سبحانهُ وتعالى : بعدم ذكر إسم من أسماءه ولا صفة ٍ من صفاتهِ دون التمجيد والتعظيم والثناء الحسن ، كقول : جل جلاله ~ عز وجل ~ جل عُلاه ~ جل ثناءه ~ سبحانهُ وتعالى ~ تقدست أسماءه ~ أهل الثناء والمجد ~ وهكذا ........ .
33 ــ البكـــاء من خشية الله تعالى :
() قال تعالى : ( ويخرونَ للأذقان ِيبكونَ ويزيدهم خشوعاً) الإسراء 109 .
() وعن أنس ٍ (رضي الله عنه) قال : ( خطبَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)خُطبة ً ما سمعتُ مثلها قط ، فقال : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) قال : فغطى أصحابُ النبيّ وجوههم ولهم خَنين ( البكاء وانتشاق الصوت ) ) متفق عليه .
() وقال ِ(صلى الله عليه وسلم) :( لا يلج النار رجلٌ بكى من خشية الله حتى يعودُ اللبن في الضرع ِ ، ولا يجعتمع غـُبارٌ في سبيلِ الله ِ ودُخان جهنم ) رواه الترمذي. وفي حديث السبعة الذين يُظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ( ... ورجلٌ ذكرالله خالياً ففاضت عيناه ) متفق عليه وفي حديث ٍ آخر ( عينا ن لا تمسهما النار ، عينٌ بكت من خشية الله وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل الله ) .
34 ــ وأقلُ أقلُ ما يُدخل الجنة :كلمة ٌ طيبة ٌ صادقة ٌ تـُقال بنيّــة ٍ خالصة ً تـُعجب الرب جل جلاله فتبلغ من رضوان الله بمكان ، فتكون سببٌ في دخول العبد الجنة ، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ، فعلى سبيل المثال لا الحصر :
() ما أخبر به النبي (صلى الله عليه وسلم) : الرجلُ الذي حضرتهُ الوفاة ولم يعمل في حياته ِ خيراً قط ، بل كلَ أعماله ُ شر ، قال لأبناءة : إن متُ فاحرقوا جسدي وبعثروهُ ، وذروهُ في يوم ٍ عاصف جزءُ في البحر وجزءٌ في البرّ ، لإن قدرَالله عليَّ ليُعذبني عذاباً لم يُعذبهُ أحداً من قبلي ، فلما مات وفعلوا ما أوصاهم به ِ ، بعثه ُ الله عز وجل وسألهُ عما دفعهُ لفعل ذلك ؟ وهو أعلم ، فقال : خوفاً ورهبةً منك يا رب !! ، فقال الله تعالى : قد تجاوزت عنك وغفرتُ لك بذلك أدخلوه الجنة ، فكانت هذه توبةً وخوفاً قبل الموت .
() والذي قتلَ تسعاً وتسعينَ نفساً وأكملها المئة .... فقد خافَ ورجع ولم يسجد لله سجدة ، ولكن أقبلَ على الله بقلبه ِ ولسانه ِ وجوارحه ِوأخلص النية لله فقبلها الله تعالى منه .
() وبالمُحصلة : لن يدخلَ الجنةَ أحدٌ بعمله ِ ولا ألأنبياء ولا الرسل إلا برحمة الله ومنه ِ وكرمه ِ ، فلله علينا نعمٌ لا تـُعدُ ولا تـُحصى ، فإن عاملنا بعدله ِ هلكنا ، ولكنهُ يُعاملنا برحمته .
() قال تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله ِ لا تـُحصوها إن اللهَ لغفورٌ رحيمٌ ) النحل 18 .
فلعله يتجاوز عنا وعن تقصيرنا ، والمسابقة والمسارعة بالخيرات ترفع الدرجات عند رب البريات .
() أخي في الله : حيثما وجدت همّة ً في نفسك لتحقيق بند من هذه البنود ، فقم بالتركيز عليه ِ، ونميه ِ واجتهد في تحصيله ، وداوم عليه ِِ لعله يكون بطاقة دخول لك إلى جنات ٍ ونهر في مقعد ِ صدق ٍ عندَ مليك ٍ مُقتدر .
() قال (صلى الله عليه وسلم) أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قلْ ) فلا يعني ذلك أن نـُُقصر في العمل ، ولكن هي دعوة للمُقصرين أمثالي أن نزيد ونستزيد من الخير وفعل الطاعات ، ولا نـُقنـط المُـقلين من إخواننا ولا حتى المُسرفين على أنفُسهم من رحمة الله ، بل نـُـذكرهم ونأخذ بأيديهم إلى النجاة وإلى الجنـّة بإذن الله تعالى .
() وإذا وجدت نفسكَ مُقصراً في كل هذا، فأبدأ من اليوم بالعمل والجَد لتفوز بالجنة إن شاء الله تعالى .
() تم بعون الله ، فإن كان من حق ٍ وصواب فمن الله وحده ُ ، وإن كان من خطأ ٍ أو سهو ٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان ، وأنا مُتراجع ٌ عنه ُ ، وأعوذ ُ بالله ِ أن أُذكركم به ِ وأنساهُ . وصلى اللهمُ على محمد ٍ وعلى آله ِ وصحبه ِ وأزواجه ِ وذريته أجمعين .
( والحمدُ لله ِ رب ِ العالمين )
الجمعة : 5 / 2 / 2010 م .
الشيخ جميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق