رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه ، وحتى دخولهِ الجنة أو النار . الجزء الأول
والحمد لله رب العالمين ، الخالق الحقُ المُبين ، المُنعم المُتفضـــل على العالمين ، وجَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ ، والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المراحل والمحطات التي يمرُ بها الإنسان منذُ لحظة الحمل ونفخ الروح والولادة ، مروراً بمحطاتٍ عديدةٍ ، وحتى أن يصل إلى دار القرار ( الجنة ) أو إلى دار البوار ( النار ) .
وحرصت في هذا البحث أو الكُتيب ،على أن لا أستشهد بغير آيات الله ، وبما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبما صح وحسُنَ من الأحاديث فقط ، فأرجو الله عز وجل أن ينال رضاه ، ويُجعلَ لهُ القبول في الأرض ، وينال رضا وإعجاب القراء من المسلمين ، وأن يكون عظة وتذكرة لإخوتي وأخواتي من المسلمين ، وأن يُسدد الله بهِ خُطا السالكين ، وأن يفتح اللهُ بهِ أعيناً عُمياً ، وآذاناً صُماً ، وقلوباً غُلفاً ، وأن يجعلهُ في صحائفنا وصحائف من قرأهُ من المسلمين ، وأن يُثقلَ بهِ الموازين ، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه .
* وهذه هي المراحل والمحطات التي لا بد لكل إنسان أن يمر بها شاء أم أبى ، وإنها لحقٌ ، من كلام الحق ، وكلام خير البرية ، ولا يُنكرها إلا جاحدٌ وكافر .
* عن العرباض بن سارية (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( لقد تركتكم على مثل البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك )
صحيح ، الألباني - صحيح الترغيب .
1ـ بطن الأم ـ 2 ـ الحياة الدنيا ـ 3 ـ لحظة الوفاة ـ 4 ـ القبر (البرزخ ) ـ 5 ـ خراب الدنيا وقيام الساعة 6 ـ النفخ في الصور ـ 7 ـ البعث والنشور ـ 8 ـ الحشر ـ 9 ـ الشفاعة ـ 10 ـ الحساب ـ 11 ـ تطاير الصحف ـ 12 ـ الميزان ـ 13 ـ الحوض ـ 14 ـ إمتحان المؤمنين ـ 15 ـ الصراط ـ 16 ـ النار ـ 17 ـ القنطرة ـ 18ـ الجنة.ـ
1 ـ بطـــــــــــــــن الأم :
وهو الوعاء الذي يُحملُ بهِ الجنين ، ويمكث فيهِ أقصر فترات مراحل حياتهِ ، وهي 9 شهور هجرية ، وفيها يتقلب ويتغذى في ظلماتٍ ثلاث ، وحتى يأذن اللهُ تعالى لهُ بالخروج إلى الحياة الدنيا فيجري عليه الإمتحان والإبتلاء إذا ما بلغ سن التكليف ، وقبل سن التكليف يتحمل الوالدان ما يقترف الولد من ذنوب ، كما يؤجرا على كلِ حسنةٍ يفعلُها .
قال تعالى :
( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) الزمرر6 .
* عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( وَكلَ الله بالرحمِ مَلكاً ، فيقول : أي رب نطفة، أي رب علقة ، أي رب مضغة ، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها، قال : أي رب ، ذكر أم أنثى ، أشقي أم سعيد ، فما الرزق ، فما الأجل ، فيكتب كذلك في بطن أمه )
صحيح البخاري ومسلم .
* وأخبر الحقُّ عن مدة مُكث الجنين في بطن أمهِ ، ومدة رضاعتهِ فقال :
قال تعالى :
( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأحقاف 15 .
وقال تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) لقمان 14 .
فأقل مدة للحمل هي ستة شهور ، وأكثرها هي تسعة شهور ، وذلك إذا طرحنا مدة الرضاعة في الآية الثانية من مدة الحمل والرضاعة في الآية الأولى ، تكون ستة شهور وهي أقل الحمل ،
ولهذه قصــــــــة :
* أن عثمان (رضي الله عنه) أُتي بامرأةٍ ولدت لستة أشهر، فتشاور القوم في رجمها ، فقال ابن عباس (رضي الله عنهما) : أنزل الله :
{ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا }
* وقال { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة } والفصال في عامين ، فكان أقل الحمل ستة أشهر ، فتركها عثمان ولم يرجمها . ذكره ابن حجر العسقلاني في (التلخيص الحبير) ، وغيره .
* ولو قدّرَ اللهُ وكلمنا الجنين في بطن أمهِ وقلنا له : أن هناك حياةً أكبرَ وأوسعَ من بطن أمك وهي الدنيا وما فيها !! فهل سيُصدقنا ؟؟
وذلك لأنها مُغيبةً عنه ، ولم يُشاهدها ، فمبلغ علمهِ هو بطن أمه.
* وهذا دليلٌ قويٌ على من يُنكر حياة البرزخ وعذابها وكذلك نعيمها الذي أخبر عنه الصادق المصدوق ،
وذلك لحُجتهم بأنها أخبار آحاد !! ومعلومٌ عند أهل السُنةِ والجماعةِ ، أن أخبار الآحاد الذي يرويهِ الواحد ، يُحتجُ بهَ في العقيدة والمُعتقد ودليلُ ذلك في
قولهِ تعالى : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) التوبة 122 ،
والطائفة في اللغة من واحد فما فوقه .
وكذلك الأمر بالنسبةِ إلى اليوم الآخر، والبعث والنشور والجنةِ والنار .
* وأخبر الله الخالق كيفية خلق الإنسان ، ومما خلقه :
قال تعالى :
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) المؤمنون 12 ـ 14 .
2 ـ الحيــــــــــــاةالدنيــــــــــــــــــا :
قال تعالى : ( يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ) غافر 39 .
وقال تعالى : ( إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ) محمد 36 .
وهيَ أطول من المرحلة السابقة وأقصر بكثير مما يأتي بعدها ، وهي التي قال فيها النبي (صلى الله عليه وسلم) :
*عن أبي هريرة (رضي الله عمه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال :
( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك )
رواه ابن ماجة والترمذي ، وفي السلسلة الصحيحة.
* وعن سهل بن سعد (رضي الله عنه) قال : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ) رواه الترمذي .
* وعن سهل بن سعد (رضي الله عنه) قال :
( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها فقال أترون هذه هينة على صاحبها ، فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة أبدا ) ابن ماجة.
* وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال :
( سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ذكرُ الله وما والاهُ أو عالماً أو متعلماً )
سنن ابن ماجة وصحيح الترغيب والترهيب إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما ، والطبراني في الأوسط عن ابن مسعود.
* وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( الدنيا سجن المؤمن وجنّةُ الكافر )
صحيح مسلم ، وأحمد والترمذي وابن ماجة .
* وعن عبد الله بن مسعود قال :
( جاء حبر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد أو يا أبا القاسم إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع والأرضين على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول أنا الملك أنا الملك فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تعجباً مما قال الحبر تصديقاً له ثم قرأ
( وما قدروا الله حق قدره والأرضُ جميعاً قبضتهُ يومَ القيامة والسماواتُ مطوياتٍ بيمينهِ سبحانهُ وتعالى عما يُشركون )) صحيح مسلم .
3 لحظـــــــــــــةالوفـــــــــاة :
قال تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ، فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) الأعراف 34 .
التي سماها النبي (صلى الله عليه وسلم) المُعاينة ، وهي مُعاينة ملك الموت ومُعاونيه ، وعند هذه اللحظة لا تنفع توبة من لم يتب من قبل ، وهذا ما أخبر بهِ الله تعالى عن فرعون
فقال عز من قائل : ( ءآَلآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَـوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الناسِ عن ءاياتنا لَغَافلـُون ) يونس 91 + 92.
وقال تعالى : ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )محمد 27 ـ 28 .
واعلم يا عبد الله أن هناك موتتان ، الموتة الكبرى ، وهي التي يقبضها ملك الموت وتنتهي بها حياة الأنسان وينتقل إلى الحياة الأخرى وتـُسمى حياة البرزخ ، وهي لا تخضع لمعايير الحياة الدنيا ولا إلى عقول البشر .
وموتة صُغرى :
ويموتها الإنسان كلما نام سواء ذلك في النهار أو الليل ، فإذا كان هناك له بقية من عُمر أُعيدت لهً روحه ، وإذا انتهى أجله قُبضصت روحهُ في منامه ،
وذلك مصداق قولهِ تعالى : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الزمر 42 .
* وتأتي البُشرى من الملائكة عليهم السلام للذي ينزع أو يُعاين الموت ، بألا يخافوا ولا يحزنوا ، ويُبشرونهم بالجنة التي وُعدوا .
قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) فصلت 30 .
*عن جابر(رضي الله عنه) قال : ( سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول يُبعث كل عبدٍ على ما مات عليه ) رواه مسلم في الصحيح ، وغيره .
*عن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال :
( خرجنا مع رسول الله فذكر مثله إلى أن قال فرفع لرأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبرمرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين أعيدوه إلى الأرض : ( فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ) فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول ربي الله فيقولان ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان ما هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما عملك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقته فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله : ( لاتفتح لهم أبواب السماء ولايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ :
( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لاأدري قال فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي منادي من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول له أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة )
صححه الألباني - صحيح الترغيب ، والبيهقي – في شعب الإيمان ، وابن جرير الطبري في مسند عمر ، والتذكرة للقرطبي .
4 ـ القبـــــــــــــــــر ، نعيمـــه وعذابــــه :
وهو أول منازل الآخرة ، وتـُسمى بحياة البرزخ ، وهي أطول مرحلة يمكث ُ بها الإنسان مُقارنة ً بالمراحل التي قبلها ، وهيَ لا تخضع لعقولنا ولا نستطيع مُشاهدة أو سماع ما يدورُ بها ، إلا ما أخبرنا عنه الصادق المصدوق ، وهي حفرة من النار للكافر والمنافق ، وروضة من رياض الجنة للمؤمن الموحد .
وورد العذاب فيه على معاصٍ منها :
عدم التنزه من البول والنميمة والغلول من المغنم والكذب والنوم عن الصلاة وهجر القرآن والزنا واللواط والربا وعدم رد الدين وغيرها ،
قال تعالى في عذاب القبر : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) غافر 46 .
* وينجي منه :
العمل الصالح الخالص لله ، والتعوذ من عذابه، وقراءة سورة الملك ، وغير ذلك .
* ويُعصم من عذابه :
الشهيد والمرابط في سبيل ، والميت يوم الجمعة والمبطون وغيرهم .
* وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) :
( مر النبي (صلى الله عليه وسلم) على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير ثم قال بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله قال ثم أخذ عودا رطبا فكسره باثنتين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا )البخاري ومسلم وغيرهما .
* ثم إنَّ للقبر ضمة ، يضمُ الميت فيه ِ حتى تختلف أضلاعه ،
عن عائشة (رضي الله عنها) قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( إنَّ للقبر ضغطةً لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ )
ابن جرير الطبري ، والهيثمي ، ورجاله رجال الصحيح .
* وعن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( إستجيروا بالله ِمن عذاب القبر ، فإنَّ عذابَ القبر ِ حقّ ٌ ) الألباني في السلسلة الصحيحة 1444.
* وعن أم مُبشر قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( استعيذوا باللهِ من عذاب القبرِ ، إنهم يُعذبونَ في قبورهم عذاباً تسمعهُ البهائم )
صحيح ، رواه أحمد وابن حبان والطبراني في الكبير والألباني في السلسلة الصحيحة.
* وذكر ابن القيم في المنار المنيف :
{ تبارك الذي بيده الملك }
هي المنجية من عذاب القبر ) 91 ص . صحيح .
* وذكرالشوكاني في الفتح الرباني ـ الحديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
(عذاب القبر لمن يستحقه )2/ 6200 ، ثبت بالأحاديث المتواترة .
*عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال )
. صحيح ابن ماجه ، وصححه الألباني .
*عن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } . قال : نزلت في عذاب القبر . يقال له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، وديني دين محمد . فذلك قوله : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )
صحيح مسلم وصحيح النسائي ، وصححه الألباني .
* أنس بن مالك (رضي الله عنه) :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوتا من قبر فقال متى مات هذا ؟ قالوا : مات في الجاهلية ،فسر بذلك وقال : لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر ) صحيح النسائي ، وصححه الألباني .
* عن عائشة (رضي الله عنها) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت :
( دخل علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعندي امرأة من اليهود ، وهي تقول : إنكم تفتنون في القبور ، فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وقال : إنما تفتن يهود وقالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله : إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور . قالت عائشة : فسمعت رسول الله بعد : يستعيذ من عذاب القبر )
صحيح النسائي ، وصححه الألباني .
* عن المقدام بن معد يكرب (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه )
رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
*عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له ما كنت تعبد فإن الله هداه قال كنت أعبد الله فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء غيرها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا بيتك كان لك في النار ولكن الله عصمك فأبدلك به بيتا في الجنة فيراه فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكن ، قال وإن الكافر أو المنافقإذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد فيقول لا أدري فيقال له لا دريت ولا تليت فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول ما يقول الناس فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين )
صحيح ، الألباني في صحيح الترغيب وصحيح الجامع .
* وينجي منه :
العمل الصالح الخالص لله ، والتعوذ من عذابه، وقراءة سورة الملك ( تبارك )، وغير ذلك .
* ويُعصم من عذابه :
الشهيد والمرابط في سبيل ، والميت يوم الجمعة والمبطون وغيرهم .
* عن عبدالله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقي فتنة القبر )
مسند أحمد ، وإسناده صحيح صححه العلامة أحمد شاكر .
* وعن البراء بن عازب (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( استعيذوا بالله من عذاب القبر ، ( مرتين أو ثلاثاً ) )
صحيح ، الألباني في صحيح الجامع .
* وعن عبدالله بن عباس (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( إن عامة عذاب القبر من البول ، فتنزهوا منه )
صحيح ، الألباني - صحيح الجامع .
* عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( أكثر عذاب القبر من البول )صحيح الألباني - صحيح الجامع .
* عن عائشة (رضي الله عنها) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( عذاب القبر حق )
صحيح الألباني - صحيح الجامع .
* عن أم مبشر بنت البراء بن معرور الأنصارية قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( استعيذوا بالله من عذاب القبر ، إنهم يعذبون في قبورهم عذاباً تسمعه البهائم )
صحيح ، الألباني -صحيح الجامع .
*عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال :
( من قرأ { تبارك الذي بيده الملك } كل ليلة ؛ منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر . وكنا في عهد رسول الله نسميها : ( المانعة ) ، وإنها في كتاب الله عز وجل سورة من قرأ بها في كل ليلة ، فقد أكثر وأطاب ).
الألباني - صحيح الترغيب – حديث حسن .
* ولما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم ، ـ أم علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ـ دخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم أمر أن تغسل ثلاثا ثلاثا ، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده ، ثم خلع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قميصه وألبسها إياه , وكفنها فوقه ، لتنجو من ضمة القبر ، وذلك لأنها ربتهُ واحتضنتهُ بعد وفاة والدته ، فأراد أن يرُدَ لها الجميل ، فببركة دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وبإلباسها قميصهُ نجت من ضمة القبر وضغطتهِ ، هذا والله أعلم.
* وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع )
رواه مسلم في صحيحه وأبو داود .
وإلى اللقاء مع المحطة الخامسة 5 ـ خراب الدنيا وقيـــــــــــام الساعـــة ، والسادسة 6 ـ النفخ في الصور ـ 7 ـ البعث والنشور.
فأرجو الله تعالى أن تكونوا استمتعتم بهذا العرض ، وهيأتم أنفسكم لهذه الرحلة وحضرتم الزاد لها .
* والحمد لله رب العالمين *
هذا والله أعلى وأجل وأعلم .
فإن كان من حقٍ وصوابٍ ، فمن الله وحده ، وإن كان من خطأٍ أو سهوٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان .
الشيخ جميل لافي
الثلاثاء 15 / 3 / 2011 م
10/ ربيع الثاني / 1432 هـ
.والحمد لله رب العالمين ، الخالق الحقُ المُبين ، المُنعم المُتفضـــل على العالمين ، وجَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ ، والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المراحل والمحطات التي يمرُ بها الإنسان منذُ لحظة الحمل ونفخ الروح والولادة ، مروراً بمحطاتٍ عديدةٍ ، وحتى أن يصل إلى دار القرار ( الجنة ) أو إلى دار البوار ( النار ) .
وحرصت في هذا البحث أو الكُتيب ،على أن لا أستشهد بغير آيات الله ، وبما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبما صح وحسُنَ من الأحاديث فقط ، فأرجو الله عز وجل أن ينال رضاه ، ويُجعلَ لهُ القبول في الأرض ، وينال رضا وإعجاب القراء من المسلمين ، وأن يكون عظة وتذكرة لإخوتي وأخواتي من المسلمين ، وأن يُسدد الله بهِ خُطا السالكين ، وأن يفتح اللهُ بهِ أعيناً عُمياً ، وآذاناً صُماً ، وقلوباً غُلفاً ، وأن يجعلهُ في صحائفنا وصحائف من قرأهُ من المسلمين ، وأن يُثقلَ بهِ الموازين ، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه .
* وهذه هي المراحل والمحطات التي لا بد لكل إنسان أن يمر بها شاء أم أبى ، وإنها لحقٌ ، من كلام الحق ، وكلام خير البرية ، ولا يُنكرها إلا جاحدٌ وكافر .
* عن العرباض بن سارية (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( لقد تركتكم على مثل البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك )
صحيح ، الألباني - صحيح الترغيب .
1ـ بطن الأم ـ 2 ـ الحياة الدنيا ـ 3 ـ لحظة الوفاة ـ 4 ـ القبر (البرزخ ) ـ 5 ـ خراب الدنيا وقيام الساعة 6 ـ النفخ في الصور ـ 7 ـ البعث والنشور ـ 8 ـ الحشر ـ 9 ـ الشفاعة ـ 10 ـ الحساب ـ 11 ـ تطاير الصحف ـ 12 ـ الميزان ـ 13 ـ الحوض ـ 14 ـ إمتحان المؤمنين ـ 15 ـ الصراط ـ 16 ـ النار ـ 17 ـ القنطرة ـ 18ـ الجنة.ـ
1 ـ بطـــــــــــــــن الأم :
وهو الوعاء الذي يُحملُ بهِ الجنين ، ويمكث فيهِ أقصر فترات مراحل حياتهِ ، وهي 9 شهور هجرية ، وفيها يتقلب ويتغذى في ظلماتٍ ثلاث ، وحتى يأذن اللهُ تعالى لهُ بالخروج إلى الحياة الدنيا فيجري عليه الإمتحان والإبتلاء إذا ما بلغ سن التكليف ، وقبل سن التكليف يتحمل الوالدان ما يقترف الولد من ذنوب ، كما يؤجرا على كلِ حسنةٍ يفعلُها .
قال تعالى :
( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) الزمرر6 .
* عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( وَكلَ الله بالرحمِ مَلكاً ، فيقول : أي رب نطفة، أي رب علقة ، أي رب مضغة ، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها، قال : أي رب ، ذكر أم أنثى ، أشقي أم سعيد ، فما الرزق ، فما الأجل ، فيكتب كذلك في بطن أمه )
صحيح البخاري ومسلم .
* وأخبر الحقُّ عن مدة مُكث الجنين في بطن أمهِ ، ومدة رضاعتهِ فقال :
قال تعالى :
( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأحقاف 15 .
وقال تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) لقمان 14 .
فأقل مدة للحمل هي ستة شهور ، وأكثرها هي تسعة شهور ، وذلك إذا طرحنا مدة الرضاعة في الآية الثانية من مدة الحمل والرضاعة في الآية الأولى ، تكون ستة شهور وهي أقل الحمل ،
ولهذه قصــــــــة :
* أن عثمان (رضي الله عنه) أُتي بامرأةٍ ولدت لستة أشهر، فتشاور القوم في رجمها ، فقال ابن عباس (رضي الله عنهما) : أنزل الله :
{ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا }
* وقال { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة } والفصال في عامين ، فكان أقل الحمل ستة أشهر ، فتركها عثمان ولم يرجمها . ذكره ابن حجر العسقلاني في (التلخيص الحبير) ، وغيره .
* ولو قدّرَ اللهُ وكلمنا الجنين في بطن أمهِ وقلنا له : أن هناك حياةً أكبرَ وأوسعَ من بطن أمك وهي الدنيا وما فيها !! فهل سيُصدقنا ؟؟
وذلك لأنها مُغيبةً عنه ، ولم يُشاهدها ، فمبلغ علمهِ هو بطن أمه.
* وهذا دليلٌ قويٌ على من يُنكر حياة البرزخ وعذابها وكذلك نعيمها الذي أخبر عنه الصادق المصدوق ،
وذلك لحُجتهم بأنها أخبار آحاد !! ومعلومٌ عند أهل السُنةِ والجماعةِ ، أن أخبار الآحاد الذي يرويهِ الواحد ، يُحتجُ بهَ في العقيدة والمُعتقد ودليلُ ذلك في
قولهِ تعالى : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) التوبة 122 ،
والطائفة في اللغة من واحد فما فوقه .
وكذلك الأمر بالنسبةِ إلى اليوم الآخر، والبعث والنشور والجنةِ والنار .
* وأخبر الله الخالق كيفية خلق الإنسان ، ومما خلقه :
قال تعالى :
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) المؤمنون 12 ـ 14 .
2 ـ الحيــــــــــــاةالدنيــــــــــــــــــا :
قال تعالى : ( يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ) غافر 39 .
وقال تعالى : ( إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ) محمد 36 .
وهيَ أطول من المرحلة السابقة وأقصر بكثير مما يأتي بعدها ، وهي التي قال فيها النبي (صلى الله عليه وسلم) :
*عن أبي هريرة (رضي الله عمه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال :
( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك )
رواه ابن ماجة والترمذي ، وفي السلسلة الصحيحة.
* وعن سهل بن سعد (رضي الله عنه) قال : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ) رواه الترمذي .
* وعن سهل بن سعد (رضي الله عنه) قال :
( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها فقال أترون هذه هينة على صاحبها ، فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة أبدا ) ابن ماجة.
* وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال :
( سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ذكرُ الله وما والاهُ أو عالماً أو متعلماً )
سنن ابن ماجة وصحيح الترغيب والترهيب إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما ، والطبراني في الأوسط عن ابن مسعود.
* وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( الدنيا سجن المؤمن وجنّةُ الكافر )
صحيح مسلم ، وأحمد والترمذي وابن ماجة .
* وعن عبد الله بن مسعود قال :
( جاء حبر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد أو يا أبا القاسم إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع والأرضين على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول أنا الملك أنا الملك فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تعجباً مما قال الحبر تصديقاً له ثم قرأ
( وما قدروا الله حق قدره والأرضُ جميعاً قبضتهُ يومَ القيامة والسماواتُ مطوياتٍ بيمينهِ سبحانهُ وتعالى عما يُشركون )) صحيح مسلم .
3 لحظـــــــــــــةالوفـــــــــاة :
قال تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ، فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) الأعراف 34 .
التي سماها النبي (صلى الله عليه وسلم) المُعاينة ، وهي مُعاينة ملك الموت ومُعاونيه ، وعند هذه اللحظة لا تنفع توبة من لم يتب من قبل ، وهذا ما أخبر بهِ الله تعالى عن فرعون
فقال عز من قائل : ( ءآَلآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَـوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الناسِ عن ءاياتنا لَغَافلـُون ) يونس 91 + 92.
وقال تعالى : ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )محمد 27 ـ 28 .
واعلم يا عبد الله أن هناك موتتان ، الموتة الكبرى ، وهي التي يقبضها ملك الموت وتنتهي بها حياة الأنسان وينتقل إلى الحياة الأخرى وتـُسمى حياة البرزخ ، وهي لا تخضع لمعايير الحياة الدنيا ولا إلى عقول البشر .
وموتة صُغرى :
ويموتها الإنسان كلما نام سواء ذلك في النهار أو الليل ، فإذا كان هناك له بقية من عُمر أُعيدت لهً روحه ، وإذا انتهى أجله قُبضصت روحهُ في منامه ،
وذلك مصداق قولهِ تعالى : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الزمر 42 .
* وتأتي البُشرى من الملائكة عليهم السلام للذي ينزع أو يُعاين الموت ، بألا يخافوا ولا يحزنوا ، ويُبشرونهم بالجنة التي وُعدوا .
قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) فصلت 30 .
*عن جابر(رضي الله عنه) قال : ( سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول يُبعث كل عبدٍ على ما مات عليه ) رواه مسلم في الصحيح ، وغيره .
*عن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال :
( خرجنا مع رسول الله فذكر مثله إلى أن قال فرفع لرأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبرمرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين أعيدوه إلى الأرض : ( فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ) فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول ربي الله فيقولان ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان ما هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما عملك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقته فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله : ( لاتفتح لهم أبواب السماء ولايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ :
( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لاأدري قال فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي منادي من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول له أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة )
صححه الألباني - صحيح الترغيب ، والبيهقي – في شعب الإيمان ، وابن جرير الطبري في مسند عمر ، والتذكرة للقرطبي .
4 ـ القبـــــــــــــــــر ، نعيمـــه وعذابــــه :
وهو أول منازل الآخرة ، وتـُسمى بحياة البرزخ ، وهي أطول مرحلة يمكث ُ بها الإنسان مُقارنة ً بالمراحل التي قبلها ، وهيَ لا تخضع لعقولنا ولا نستطيع مُشاهدة أو سماع ما يدورُ بها ، إلا ما أخبرنا عنه الصادق المصدوق ، وهي حفرة من النار للكافر والمنافق ، وروضة من رياض الجنة للمؤمن الموحد .
وورد العذاب فيه على معاصٍ منها :
عدم التنزه من البول والنميمة والغلول من المغنم والكذب والنوم عن الصلاة وهجر القرآن والزنا واللواط والربا وعدم رد الدين وغيرها ،
قال تعالى في عذاب القبر : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) غافر 46 .
* وينجي منه :
العمل الصالح الخالص لله ، والتعوذ من عذابه، وقراءة سورة الملك ، وغير ذلك .
* ويُعصم من عذابه :
الشهيد والمرابط في سبيل ، والميت يوم الجمعة والمبطون وغيرهم .
* وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) :
( مر النبي (صلى الله عليه وسلم) على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير ثم قال بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله قال ثم أخذ عودا رطبا فكسره باثنتين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا )البخاري ومسلم وغيرهما .
* ثم إنَّ للقبر ضمة ، يضمُ الميت فيه ِ حتى تختلف أضلاعه ،
عن عائشة (رضي الله عنها) قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( إنَّ للقبر ضغطةً لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ )
ابن جرير الطبري ، والهيثمي ، ورجاله رجال الصحيح .
* وعن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( إستجيروا بالله ِمن عذاب القبر ، فإنَّ عذابَ القبر ِ حقّ ٌ ) الألباني في السلسلة الصحيحة 1444.
* وعن أم مُبشر قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( استعيذوا باللهِ من عذاب القبرِ ، إنهم يُعذبونَ في قبورهم عذاباً تسمعهُ البهائم )
صحيح ، رواه أحمد وابن حبان والطبراني في الكبير والألباني في السلسلة الصحيحة.
* وذكر ابن القيم في المنار المنيف :
{ تبارك الذي بيده الملك }
هي المنجية من عذاب القبر ) 91 ص . صحيح .
* وذكرالشوكاني في الفتح الرباني ـ الحديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
(عذاب القبر لمن يستحقه )2/ 6200 ، ثبت بالأحاديث المتواترة .
*عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال )
. صحيح ابن ماجه ، وصححه الألباني .
*عن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } . قال : نزلت في عذاب القبر . يقال له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، وديني دين محمد . فذلك قوله : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )
صحيح مسلم وصحيح النسائي ، وصححه الألباني .
* أنس بن مالك (رضي الله عنه) :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوتا من قبر فقال متى مات هذا ؟ قالوا : مات في الجاهلية ،فسر بذلك وقال : لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر ) صحيح النسائي ، وصححه الألباني .
* عن عائشة (رضي الله عنها) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت :
( دخل علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعندي امرأة من اليهود ، وهي تقول : إنكم تفتنون في القبور ، فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وقال : إنما تفتن يهود وقالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله : إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور . قالت عائشة : فسمعت رسول الله بعد : يستعيذ من عذاب القبر )
صحيح النسائي ، وصححه الألباني .
* عن المقدام بن معد يكرب (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه )
رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
*عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له ما كنت تعبد فإن الله هداه قال كنت أعبد الله فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء غيرها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا بيتك كان لك في النار ولكن الله عصمك فأبدلك به بيتا في الجنة فيراه فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكن ، قال وإن الكافر أو المنافقإذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد فيقول لا أدري فيقال له لا دريت ولا تليت فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول ما يقول الناس فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين )
صحيح ، الألباني في صحيح الترغيب وصحيح الجامع .
* وينجي منه :
العمل الصالح الخالص لله ، والتعوذ من عذابه، وقراءة سورة الملك ( تبارك )، وغير ذلك .
* ويُعصم من عذابه :
الشهيد والمرابط في سبيل ، والميت يوم الجمعة والمبطون وغيرهم .
* عن عبدالله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقي فتنة القبر )
مسند أحمد ، وإسناده صحيح صححه العلامة أحمد شاكر .
* وعن البراء بن عازب (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( استعيذوا بالله من عذاب القبر ، ( مرتين أو ثلاثاً ) )
صحيح ، الألباني في صحيح الجامع .
* وعن عبدالله بن عباس (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( إن عامة عذاب القبر من البول ، فتنزهوا منه )
صحيح ، الألباني - صحيح الجامع .
* عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( أكثر عذاب القبر من البول )صحيح الألباني - صحيح الجامع .
* عن عائشة (رضي الله عنها) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :
( عذاب القبر حق )
صحيح الألباني - صحيح الجامع .
* عن أم مبشر بنت البراء بن معرور الأنصارية قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( استعيذوا بالله من عذاب القبر ، إنهم يعذبون في قبورهم عذاباً تسمعه البهائم )
صحيح ، الألباني -صحيح الجامع .
*عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال :
( من قرأ { تبارك الذي بيده الملك } كل ليلة ؛ منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر . وكنا في عهد رسول الله نسميها : ( المانعة ) ، وإنها في كتاب الله عز وجل سورة من قرأ بها في كل ليلة ، فقد أكثر وأطاب ).
الألباني - صحيح الترغيب – حديث حسن .
* ولما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم ، ـ أم علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ـ دخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم أمر أن تغسل ثلاثا ثلاثا ، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده ، ثم خلع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قميصه وألبسها إياه , وكفنها فوقه ، لتنجو من ضمة القبر ، وذلك لأنها ربتهُ واحتضنتهُ بعد وفاة والدته ، فأراد أن يرُدَ لها الجميل ، فببركة دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وبإلباسها قميصهُ نجت من ضمة القبر وضغطتهِ ، هذا والله أعلم.
* وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع )
رواه مسلم في صحيحه وأبو داود .
وإلى اللقاء مع المحطة الخامسة 5 ـ خراب الدنيا وقيـــــــــــام الساعـــة ، والسادسة 6 ـ النفخ في الصور ـ 7 ـ البعث والنشور.
فأرجو الله تعالى أن تكونوا استمتعتم بهذا العرض ، وهيأتم أنفسكم لهذه الرحلة وحضرتم الزاد لها .
* والحمد لله رب العالمين *
هذا والله أعلى وأجل وأعلم .
فإن كان من حقٍ وصوابٍ ، فمن الله وحده ، وإن كان من خطأٍ أو سهوٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان .
الشيخ جميل لافي
الثلاثاء 15 / 3 / 2011 م
10/ ربيع الثاني / 1432 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق